تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حفز]:

صفحة 50 - الجزء 8

  والتَّحزِيز: كَثرةُ الحَزِّ كأَسْنَانِ المِنْجَل، وربمَا كان ذلك في أَطْرَافِ الأَسْنَانِ، يقال: فِي أَسْنَانِه تَحْزِيزٌ، أَي أَشَرٌ، وَقَدْ حَزَّزَهَا تَحْزِيزاً.

  والتَّحَزُّزُ: التَّقَطُّعُ، ويقال بَيْنَهُمَا شَرِكَةُ حِزَازٍ، ككِتَاب، إِذا كان لا يَثِقُ كُلّ وَاحِدٍ منهما بصاحِبِه، نقله الأَزْهَرِيّ عن مُبْتَكِر الأَعرابيّ⁣(⁣١).

  وقال أَبو زيدٍ: في المَثَل «حَزَّتْ حازَّةٌ مِن كُوعِهَا» يُضْرَبُ في، ونَصّ النوادر: عِنْدَ اشْتِغال القَوْمِ، يقولُ: القَوْمُ مَشْغُولون بأَمْرِهم⁣(⁣٢) عن غَيْرِه، أَي فالحَازَّةَ قد شَغَلَهَا ما هي فِيهِ عن غَيْرِهَا.

  وحَوَازُّ القُلُوبِ، بتشديد الزّاي، ذكرَه شَمِر في «ح وز»، وكان الأَوْلَى ذِكْرُه هنا، وسيأْتي الكلامُ عليه في محلّه.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  المَحَزُّ: مَوْضِعُ الحَزّ، أَي القَطْع، ومنه قولُهُم: قَطَعَ فأَصَابَ المَحَزَّ.

  ويقال رَدّ الوَتَرَ إِلى حَزِّهَا، وهو فَرْضٌ في رأْسِ القَوْسِ.

  والحُزَّةُ، بالضَّمّ: القِطْعَة من كُلِّ شَيْءٍ، كالبِطِّيخِ وغَيْره، هكذا يَستعملُه أَهْلُ الشامّ.

  والتَّحْزِيزُ: أَثَرُ الحَزِّ، قال المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:

  إِنّ الْهَوَانَ فلا يَكْذِبْكُمَا أَحَدٌ ... كأَنّه في بَيَاضِ الجِلْدِ تَحْزِيزُ

  والحَزَاحِزُ: الحَرَكَاتُ.

  والحَزَّةُ، بالفَتْح: الساعَةُ، يقال: أَيّ حَزَّةٍ أَتَيْتَنِي قَضَيْتُ حَقَّكَ، وأَنشَد أَبو عَمْرٍو لساعِدَةَ بن العَجْلان:

  ورَمَيْتُ فَوْقَ مُلَاءَةٍ مَحْبُوكَةٍ ... وأَبَنْتُ للأَشْهَادِ حَزَّةَ أَدَّعِي

  أَي ساعَةَ أَدَّعِي والحَزَّةُ: الحَالَةُ، يقال: جِئتُ عَلَى حَزَّةٍ مُنْكَرَة، أَي حالَةٍ أَو ساعَةٍ.

  وقال اللَّيْثُ بَعِيرٌ مَحْزُوزٌ: مَوْسُومٌ بسِمَةِ الحَزَّة، وهو أَنْ يُحَزَّ في العَضُد والفَخِذِ بشَفْرَةٍ ثُمَّ يُفْتَلَ فتَبْقَى الحَزَّةُ كالثُّؤْلُولِ.

  والحَزّازُ، ككَتّانٍ: وَجَعٌ في القَلْب.

  وتَحَزْحَزَ عن المَكَانِ: تَنَحَّى، مقلوبُ تَزَحْزَحَ.

  وأَبو الحَزّاز كشَدّاد: كُنْيَة أَرْبَدَ الشاعرِ أَخِي لَبِيدِ بن رَبِيعَةَ الشاعِر لأُمّهِ الذي يقول فيه:

  فَأَخي إِنْ شَرِبُوا من خَيْرِهمْ ... وأَبُو الحَزّازِ من أَهْلِ مَلِكْ

  وكسَحَابٍ بَدْرُ بنُ حَزَازٍ المازِنِيّ، شاعرٌ مُعَاصِرٌ للنابِغَةِ الذُّبْيَانِيّ.

  وأَسَدُ بن حَزَازٍ في بَكْرِ بن هَوَازِنَ، كما نقله الحَافِظُ.

  ويُقَال: تَكَلَّمَ أَوْ أَشَارَ فَأَصَابَ المَحَزَّ. وهو مَجَازٌ، قاله الزمخشريّ.

  [حفز]: حَفَزَهُ يَحْفِزه، من حَدّ ضَرَب: دَفَعَهُ مِنْ خَلْفِه وحَفَزَهُ بالرُّمْحِ: طَعَنَهُ، ومنه الحَوْفَزَان، كما سيأْتي.

  وقال ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٣): حَفَزَه عَنِ الأَمْرِ يَحْفِزُهُ حَفْزاً: أَعْجَلَهُ وأَزْعَجَه وحَثَّه، ومنه حديثُ أَبي بَكرَةَ ¥: «أَنّه دَبّ إِلى الصَّفِّ راكِعاً وقد حَفَزَهُ النَّفَسُ»، أَي أَعْجَلَه.

  وحَفَزَ اللَّيْلُ النَّهَارَ حَفْزاً: حَثَّه عَلَيْه وساقَهُ، قال رُؤبة:

  حَفْزَ اللَّيَالِي أَمَدَ التَّزْيِيفِ

  وأَصْلُ الحَفْزِ: حَثُّكَ الشَّيْءَ مِن خَلْفِه سَوْقاً وغيرَ سَوْقٍ، قال الأَعْشَى:

  لَهَا فَخِذَانِ يَحْفِزَانِ مَحَالَةً ... ودَأْياً⁣(⁣٤) كبُنْيَانِ الصُّوَى مُتَلاحِكَا

  وحَفَزَ المَرْأَةَ: جامَعَها، نقله الصّاغانيّ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «في نسخة المتن المطبوع زيادة: والحزز محركة الشدة».

(٢) التهذيب واللسان: بأمورهم عن غيرها.

(٣) الجمهرة ٢/ ١٤٨.

(٤) في التهذيب: وصُلْباً.