[غمز]:
  كسَفِينَةٍ، ولا غَمِيزٌ، كأَمِيرٍ؛ أَي مَطْعَنٌ، أَي ما فيه ما يُطْعَنُ به ويُعَابُ، وجَمْع المَغْمَزِ مَغَامِزُ، يقال: في فُلانَة مَغَامِزُ جَمَّةٌ، وقال حَسّانُ ¥:
  وما وَجَدَ الأَعْدَاءُ فيَّ غَمِيزَةً ... ولا طافَ لِي منهمْ بوَحْشِيَ صائِدُ
  والغَمِيزَةُ: ضَعْفٌ في العَمَلِ، وفهَّةٌ في العَقْل، وفي التَّهْذِيب: وجَهْلَةٌ في العَقْل.
  والغَمِيزَةُ: العَيْبُ.
  أَو ما في هذا الأَمْرِ مَغْمَزٌ؛ أَي مَطْمَعٌ. وبه فُسِّرَ قولُ الشاعر:
  أَكَلْتَ القِطَاطَ فَأَفْنَيْتَهَا ... فهلْ في الخَنَانِيصِ مِنْ مَغْمَزِ
  والغَمُوزُ من النُّوقِ، كصَبُورٍ: مِثْلُ العَرُوكِ والشَّكُوكِ، عن أَبي عُبَيْدٍ، والجمعُ غُمُزٌ.
  ومن المَجَازِ: الغَمَزُ، محرَّكَةً: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ، مثلُ القَمَزِ، والجمعُ أَغمازٌ(١) وأَقماز، وأَنشد الأَصْمعيُّ:
  أَخَذْتُ بَكْراً نَقَزاً مِنَ النَّقَزْ ... ونابَ سَوْءٍ قَمَزاً مِنَ القَمَزْ
  هذا وهذا غَمَزٌ مِنَ الغَمَزْ
  والغَمَزُ أَيضاً: رُذالُ المَالِ من الإِبلِ والغَنَمِ، عن الأَصْمَعِيّ.
  وأَغْمَزَ الرجُلُ. اقْتَنَاه، أَي الغَمَزَ.
  ومن المَجَاز: المغموزُ: المُتَّهَمُ بعَيْبٍ.
  وغُمَازَةُ، كأُمَامَة: عَيْنٌ لبني تَمِيمٍ، أَو بِئرٌ بين البَصْرَة والبَحْرَيْنِ لبني تَمِيم، قال رَبِيعَة بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ:
  وأَقْرَبُ مَوْرِدٍ مِنْ حيثُ راحَا ... أُثَالٌ أَو غُمَازَةُ أَو نُطَاعُ(٢)
  وقال ذو الرُّمَّةِ:
  أَعَيْنُ بَنِي بَوٍّ غُمَازَةُ مَوْرِدٌ ... لَها حينَ تَجْتَابُ الدُّجَى أَمْ أُثَالُهَا
  وقال الأَزْهَرِيُّ: وذَكَرَهَا ذو الرُّمَّةِ فقال:
  تَوَخَّى بها العَيْنَيْنِ عَيْنَيْ غُمَازَةٍ ... أَقَبُّ رَبَاعٍ أَو قُوَيْرِحُ عَامِ(٣)
  وأَغْمَزَنِي الحَرُّ، أَي فَتَرَ فاجْتَرَأْتُ عليه وسِرْتُ فيه، ونَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ بعد قوله: «عَلَيْه»: «ورَكِبْتُ الطَّرِيقَ»، قال: حَكَاه لنا أَبو عَمْرٍو، ومثلُه لابنِ القَطّاع، بالأَلف. وقال الأَزْهَرِيُّ: غَمَزَنِي الحَرُّ، عن أَبي عَمْرٍو، وقال غيره بالراءِ، وقد ذُكِرَ في موضعه، وهو مَجَازٌ.
  ومن المَجَاز: أَغْمَزَ في فُلانٍ إِغمَازاً: عَابَه واسْتَضْعَفَه وصَغَّرَه، أَي صَغَّرَ شَأْنَه. قال الكُمَيْتُ:
  ومَنْ يُطِع النِّسَاءَ يُلَاقِ منهَا ... إِذا أَغْمَزْنَ فيه الأَقْوَرِينَا
  أَي مَنْ يُطِعِ النِّسَاءَ إِذا عِبْنَه وزَهِدْنَ فيه يُلاقِ الدَّوَاهِيَ التي لا طاقَةَ له بها، ونَسَبَه الأَزهريُّ لرجلٍ من بَنِي سَعْد.
  وقال: أَغْمَزْت فيه، أَي وَجَدتُ فيه ما يُسْتَضْعَف لأَجْله.
  وقال ابنُ القَطّاع: أَغْمَزتُ الرّجُلَ: عِبْتُه وصَغَّرتُ من شَأْنِه.
  وأَغْمَزَتِ النَّاقَةُ إِغمَازاً؛ إِذا صَارَ في سَنامِهَا شَحْمٌ، نقلَهَ الصّاغانِيُّ، زاد ابنُ سِيدَه: «قَلِيل»، وزاد ابنُ القَطّاعِ كابنِ سِيدَه: «يُغْمَزُ»(٤). وقال ابنُ سِيدَه: ومنه يُقَال ناقَةٌ غَمُوزٌ، والجَمْعُ غُمُزٌ.
  ومن المَجَاز: التَّغَامُزُ: أَن يُشِيرَ بعضُهُم إِلى بعضٍ بأَعْيُنِهِم. وزاد في البصائر: أَو باليَدِ، طَلَباً إِلى ما فيه مَعَابٌ ونَقْصٌ، قال: وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى: {وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ} يَتَغامَزُونَ(٥).
  ومن المَجَاز: اغْتَمَزَه: طَعَنَ عليه، يقال: فَعَلتُ شيئاً فاغْتَمَزَهُ فُلانٌ، أَي طَعَنَ عليَّ، ووَجَد بذِّلك مَغْمَزاً. وفي الأَساس: سَمِعَ منِّي كلمة فَاغْتَمَزَهَا(٦) في عَقْلِه، أَي استْضعفَهَا، وكذلك أَغْمَزَ فيها، أَي وَجَدَ فيها ما تُسْتَضْعَفُ لأَجلِهِ.
(١) في التهذيب: يقال: رجل غَمَزٌ من قوم غَمَزٍ وأغمازٍ.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: نطاع مثلثة كما أفاده في التكملة».
(٣) في معجم البلدان «غمازة»: أو أُقيرِح عام.
(٤) في التهذيب: ناقة غموز: إذا صار في سنامها شحم قليل يُغمز، وقد أغمزت إغمازاً.
(٥) سورة المطففين الآية ٣٠.
(٦) نص الأساس: سمعت منه ... فاغتمزتها.