[قهندز]:
  وقال أَبو عَمْرٍو: القَهْمَزةُ: الناقَةُ العظيمةُ البَطِيئَةُ، وأَنشد:
  إِذا رَعَى شَدّاتِهَا العَوَائِلَا ... والرُّقْصَ مِنْ رَيْعانِها الأَوَائِلَا
  والقَهْمَزَاتِ الدُّلَّحَ الخَوَاذِلَا ... بذَاتِ جَرْسٍ تَمْلأُ المَدَاخِلَا
  والقَهْمَزَى: الإِحضَار والسُّرْعَةُ والنّشَاط. واقتَصَر أَبو عَمْرٍو على الأَوّل، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ لرجُلٍ من بني عُقَيْلٍ يَصفُ أَتَاناً. وقال الصّاغانيُّ: هو لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ لا غيرُ:
  من كُلِّ قَرْوَاءَ نَحُوصٍ جَرْيُهَا ... إِذَا عَدَوْنَ القَهْمَزَى غيرُ شَنِجْ(١)
  أَي غيرُ بَطِيئٍ، نقلَه صاحبُ اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
  [قهندز]: قُهُنْدُزُ، بضَمِّ القافِ والهَاءِ والدّالِ(٢)، ولو قال بالضمِّ مقتصراً عليه كان يُفْهَمُ منه أَنّ ما بعده مضمومٌ أَيضاً، كما هو اصطلاحُه في غالب المَواضِع، وقد يقال: إِنّ هذا إِذا كان رُباعيًّا، ثمّ إِن الضَّبطَ الذي ذَكَرَه هو الذي قاله أَبو سعدٍ السَّمْعَانِيُّ وغيرُه، ونَقَلَ بعضُهم بفتح الهاءِ أَيضاً: أَربعةُ مَوَاضِعَ في بلادِ العَجَمِ. وفي مُعَرَّبِ الجَوالِيقيِّ أَنه مدينةٌ من مُدُنِ العَجَمِ. وفي المُشْتَرك لياقوت: هو اسمُ جِنْسٍ لكلِّ حِصْنٍ في وَسَطِ المدينةِ العُظْمَى، وقلَّمَا يَخْلُو بلدٌ من خُراسانَ وما وَراءَ النَّهْرِ من قُهنْدُزَ. والمذكورُ منها ما نُسِب إِليه بعضُ الرُّواة كما نقلَه شيخُنَا. وهو مُعَرَّب كومانداز(٣)، ولا يُوجَدُ في كلامهِم دالٌ ثمّ زايٌ بلا فاصِلَةٍ بينهما، فإِنْ وُجِدَ فهو معرَّبٌ، كهَذا وغيرِهِ.
فصل الكاف مع الزاي
  [كأز]: كَأَزْتَه كَأْزاً: جَمَعْتَه بأَصَابعكَ، نَقَلَه ابنُ القَطّاع في التهذيب، وهو مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف، بل وغيره.
  [كرز]: كَرَزَ يَكْرِزُ كُرُوزاً، من حَدِّ ضَرَبَ: دَخَلَ، فهو كَارِزٌ، نقَلَه الصاغَانيُّ. وكَرَزَ يَكْرُزُ كُرُوزاً، إِذا اسْتَخْفَى في خَمَرٍ أَو غَارٍ، ومنه المُكَارَزَةُ.
  وكَرَزَ إِليه كُرُوزاً: الْتَجَأَ ومَالَ واخْتَبَأَ، قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَرْبُوعِيُّ:
  لَاقَى علَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ كارِزاً ... صَفْوَانَ في نامُوسِه يَتَطَلَّعُ
  وقال الشَّماخُ:
  فلمّا رَأَيْنَ المَاءَ(٤) قد حالَ دُونَه ... ذُعَافٌ لَدَى جَنْبِ الشَّرِيعَةِ كارِزُ
  وكَرَزَ الفَحْلُ البَوْلَ، إِذا تَشَمَّمَه. نقلَه الصاغانيُّ.
  وكَرِزَ كسَمِعَ: دامَ على أَكْلِ الأَقِطِ، وهو الكَرِيزُ، كما سيأْتي: والكُرَازُ، كغُرَابٍ، عن ابن دُرَيْد(٥)، والكُرّازُ، مثالُ رُمّانٍ: القَارُورَةُ، أَو كُوزٌ ضَيِّقُ الرَّأْسِ ج كِرْزَانٌ، كغُرَابٍ وغِرْبانٍ. قال ابن دُرَيْد(٥): ولا أَدْرِي أَعربيٌّ هو أَم مُعَرَّبٌ، غيرَ أَنّ العرَب قد تَكلَّمُوا به.
  والكَرّاز، كحَمّادٍ: الكَبْشُ الذِي يَحْمِلُ خُرْجَ الرّاعِي ويكونُ أَمامَ القَومِ(٦)، ولا يَكُونُ إِلاّ أَجَمَّ، لأَنَّ الأَقْرَنَ يَشْتَغِلُ بالنِّطَاح، قال:
  يا لَيْتَ أَنِّي وسُبَيْعاً في الغَنَمْ ... والخُرْجُ منها فوقَ كَرّازٍ أَجَمْ
  وكَرّازٌ: وَالدُ سُلَيْمَانَ المُحَدِّث الطُّفَاويِّ، روَى عن مبارك بن فَضَالة. قال الحَافظ: هكذا ضَبَطَه الأَميرُ، وضَبَطَه عبدُ الحقِّ في الأَحكام بالتخفيف، وآخِرُه نون، وَردَّ ذلكَ عليه ابنُ القَطّان. والكُرَّزُ، كقُبَّرٍ: اللَّئِيمُ، وهو دَخيلٌ في العَرَبيّة، ويقال: لا أَحْوَجَكَ الله إِلى كُرَّزٍ، وهو مَجاز.
  كالمُكَرِّزِ، كمُحدِّثٍ.
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قرواء كذا في التكملة - والذي في اللسان: قباء، وفي التهذيب قباء. ونسبه أيضاً لبعض بني عُقيل. والنحوص: الأتان الوحشية الحائل أو الحامل، وقيل غير ذلك.
(٢) قيدها ياقوت نصاً بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاي ... وفيه: وأكثر الرواة يسمونه قُهُنْدُزْ.
(٣) في معجم البلدان وهو تعريب كهندز معناه القلعة العتيقة.
(٤) في اللسان: المال.
(٥) الجمهرة ٢/ ٣٢٥.
(٦) التهذيب: أمام الغنم.