تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء المهملة

صفحة 399 - الجزء 1

  الماءِ، قال ابن سيده: وأُرَى حَبَّبَ مَقُولَةً في هذا المَعْنَى، وَلَا أَحُقُّهَا، وشَرِبَتِ الإِبِلُ حَتَّى حَبَّبَتْ أَي تمَلَّأَتْ رِيًّا، وعن أَبي عمرٍو: حَبَّبْتُه فَتَحَبَّبَ، إِذا مَلأْتَه، للسِّقَاءِ وغيرِه.

  وحُبابةُ السَّعْدِيُّ، بالضمِّ: شَاعِر لِصٌّ هكذا ضَبَطَه الذَّهَبِيُّ، وضبطَه الحافظ بالجِيمِ.

  وبالفَتْحِ حَبَابَةُ الوَالِبِيَّةُ، عَنْ عَلِيٍّ وكَذَا أُمُّ حَبَابَةَ بِنْتُ حَيَّانَ، عن عائشَةَ، وعنها أَخُوهَا مُقَاتِلُ بن حَيَّانَ تَابعِيَّتَانِ، وحَبَابَةُ: شَيْخَةٌ لأَبِي سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيِّ رَوَى عنها، وأَبُو القَاسِمِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ حَبَابَةَ مُحَدِّثٌ سَمِعَ أَبَا القَاسِمِ البَغَوِيَّ وغَيْرَه.

  ومِنْ أَسْمَائِهِنَّ: حَبَّابَةُ مُشَدَّدَةً وهو كثيرٌ.

  والحَبْحَبَةُ: جَرْيُ المَاءِ قَلِيلاً قَليلاً كالحَبْحَب عن ابن دُريد والحَبْحَبَةُ: الضَّعْفُ، وسَوْقُ الإِبلِ، والحَبْحَبَةُ منَ النارِ اتِّقَادُهَا، والحَبْحَبَةُ: البِطِّيخُ الشَّامِيُّ الذي تُسَمِّيهِ أَهْلُ العِرَاقِ الرَّقِّيَّ، والفُرْسُ تُسَمِّيهِ الهِنْدِيَّ لِمَا أَنّ أَهلَ العِرَاق يأْتيهم من جِهة الرَّقَّةِ، والفُرْس من جهةِ الهِنْدِ، أَو أَن أَصلَ مَنْشَئه من هناكَ، قال الصاغانيّ: وبعضُهم يُسَمِّيهِ الجَوْحَ. قلتُ: ويُسمِّيه المَغَارِبَةُ الدُّلَّاعَ، كرُمَّانِ ج حَبْحَبٌ.

  والحَبْحَابُ ويروى بمثلَّثتينِ صَحَابِيٌّ، والحَبْحَابُ: الصَّغِيرُ الجِسْمِ المُتَدَاخِلُ العِظَامِ، وبِه⁣(⁣١) سُمِّيَ الرَّجُلُ حَبْحَاباً، والحَبْحَابُ: القَصِير قِيل: وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ و: الدَّمِيمُ وقِيلَ: الصَّغِيرُ في قَدْرٍ، و: السَّيِّيءُ الخُلُقِ والخَلْقِ والحَبْحَابُ: سَيْفُ عَمْرِو بنِ الخَلِيِّ وبِهِ قَتَلَ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ والحَبْحَابُ: الرَّجُلُ أَو الجَمَلُ الضَّئيلُ الجِسْمِ، وقِيلَ: الصَّغِير، كالحَبْحَبِ والحَبْحَبِيِّ بزِيَادَةِ الياءِ.

  والحَبْحَابُ وَالِدُ شُعَيْبٍ البَصْرِيِّ التَّابِعِيِّ المِعْوَلِيّ البَصْرِيِّ الرَّاوِي عن أَنَسٍ وأَبِي العَالِيَةِ، وعنه: يُونُسُ بنُ عُبيد والحَمَّادَانِ.

  والحُبَابُ بنُ المُنْذِرِ هو ابنُ الجَمُوحِ بن زيدِ بنِ حَرَامِ بنِ كَعْبٍ الخَزْرَجِيّ السَّلَمِيّ أَبُو عمر بالضَّمِّ شَهِدَ بَدْراً وكَانَ يقال له ذُو الرَّأْيِ، وهو القَائل:

  «أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ»⁣(⁣٢) ماتَ كَهْلاً في خِلَافَةِ عُمَرَ، ® والحُبَابُ بنُ قَيْظِيّ⁣(⁣٣) بنُ الصَّعْبَةِ أُخْتِ أَبِي الهَيْثَمِ بنِ التَّيِّهَانِ، قُتِلَ يَوْمَ أَحُدٍ والحُبَابُ بنُ زَيْدِ بنِ تَيْمٍ البَيَاضِيُّ، شَهِدَ أَحُداً وقُتِلَ باليَمَامَةِ والحُبَابُ بنُ جَزْءِ بنِ عَمرٍو الأَنْصَارِيُّ، أُحُدِيٌّ والحُبَابُ بنُ جُبَيْرٍ حَلِيفُ بَنِي أَسيد⁣(⁣٤)، ذكره أَبو عُمر، والحُبَابُ بنُ عُمَيْرٍ الذَّكْوَانِيّ، ذكره وَثِيمة في الرِّدَّةِ والحُبَابُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ سَلُولٍ، سَمَّاهُ النبيُّ ÷ عَبْدَ اللهِ صَحَابِيُّونَ والحُبَابُ بنُ عَمْرٍو أَخُو أَبِي اليُسْر، صَحَابِيٌّ، قِيلَ اسْمُه: الحُتَاتُ، ولذا لم يذكرْه المؤلفُ.

  والمُحَبْحِبُ بالكَسْرِ: السَّيِّءُ الغِذَاء.

  والحَبْحَبَةُ تَقَعُ مَوْقِعَ الجَمَاعَةِ، وفي المَثَلِ، قال بَعْضُ العَرَبِ «أَهْلَكْتَ مِنْ عَشْرٍ ثَمَانِياً وجِئت بِهَا وفي التَّكْمِلَةِ بِسَائِرِها حَبْحَبَةً والحَبْحَبَةُ: الضَّعْف⁣(⁣٥) أَيْ مَهَازِيلَ يُقَالُ ذلك عندَ المَزْرِيَةِ على المِتْلَافِ لِمَالِهِ، وعن ابن الأَعرابيّ: إِبلٌ حَبْحَبَةٌ: مَهَازِيلُ.

  والحَبَاحِبُ: السَّريعَةُ الخَفِيفَةُ، والصِّغَارُ، جَمْعُ الحَبْحَابِ قال حُبَيْبٌ [بن عبد الله الهذلي]⁣(⁣٦) الأَعْلَمُ:

  وبِجَانِبَيْ نَعْمَانَ قُلْ ... تُ: أَلَنْ تُبَلِّغنِي مَآرِبْ⁣(⁣٧)

  دَلَجِي إِذا ما اللَّيْلُ جَ ... نَّ عَلَى المُقَرَّنَةِ الحَبَاحِبْ

  قال ابن بَرِّيّ: المُقَرَّنَةُ: آكَامٌ صِغَارٌ مُقْتَرِنَةٌ⁣(⁣٨)، ودَلَجِي


- بهامش المطبوعة» أي المطبوعة التي طبع منها خمسة أجزاء ولم تكمل.

(١) في اللسان: وبهما.

(٢) قوله جذيلها تصغير جذل أراد العود الذي ينصب للإبل الجربي لتحتك به أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربي بالاحتكاك. وعذيقها تصغير عذق بالفتح وهو النخلة والمرجب هو أن تدعم النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خيف عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع (عن أسد الغابة).

(٣) ويقال هو جياب بن قيظي (أسد الغابة).

(٤) في أسد الغابة: بني أمية.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «الضعيف».

(٦) زيادة عن اللسان.

(٧) بالأصل: «الآن» وما أثبتناه «ألن» عن اللسان.

(٨) في المجمل والمقاييس: الجبال يدنو بعضها من بعض - كأنها قرنت.