تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع السين المهملة

صفحة 420 - الجزء 8

  زائدَةً، لأَنَّهَا دَخَلَتْ لمَعْنَى اسمِ الفاعِل، وأَنْتَ في التَّعْوِيض بالخِيَار، والتَّعْوِيضُ: أَنْ تُدْخِلَ ياءً ساكِنَةً بَيْنَ الحَرْفَين اللَّذَيْن بعدَ الأَلِفِ، تَقُول: مَقَاعِسُ، وإِن شئْتَ مَقَاعِيسُ، وإِنَّمَا يَكونُ التَّعْويضُ لَازِماً إِذا كانَت الزّيَادَةُ رابِعَة، نحو قِنْدِيلٍ وقَنَاديلَ، فقِسْ عليه.

  ومُقَاعِسٌ، بالضّمّ: أَبو حَيٍّ من تَمِيمٍ، وهو لَقَبٌ، واسمُه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بن كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بن تَميمٍ، وإِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه تَأَخَّرَ عن حِلْفٍ كانَ بَيْنَ قَوْمه، وقيل: إِنّمَا سُمِّيَ مُقَاعِساً يَوْمَ الكُلَابِ، لأَنّهم لمَّا الْتَقَوْا هم وبنو الحارثِ بنِ كَعْبٍ، تَنَادى أَولئكَ: يا لَلْحَارِثِ، وتَنَادَى هؤلاءِ: يا لَلْحَارِثِ، فاشْتَبَه الشِّعَارانِ، فقالوا: يا لَمُقَاعِسٍ.

  وتَقَوْعَسَ الشَّيْخُ: كَبِرَ، والشِّينُ لُغَةٌ فيه.

  وتَقَوْعَسَ البَيْتُ: تَهَدَّمَ وسَقَطتْ أَرْكانُه.

  * ومما يستدرك عليه:

  المُتَقَاعِس: هو الأَقْعَس.

  والأُقَيْعِس: تَصْغيرُ الأَقْعَسِ.

  والقَعَسُ في القَوْسِ: نُتُوُّ باطِنِهَا في وَسَطِهَا ودُخُولُ ظاهِرِها، وهي قَوْسٌ، قَعْسَاءُ، قال أَبو النَّجْم وَصَفَ صائداً.

  وفِي اليَدِ اليُمْنَى⁣(⁣١) عَلَى مَيْسُورِهَا ... نَبْعِيَّةٌ قد شُدَّ مِنْ تَوتيرِها

  كَبْداءُ قَعْساءُ عَلَى تَأْطِيرِهَا

  وتَقَاعَسَ العِزُّ، أَي ثَبَتَ وامْتَنَع، فاقْعَنْسَسَ: ثَبَتَ ولم يُطَأْطِئْ رَأْسَه، قال العَجّاج:

  تَقَاعَسَ العِزُّ بنَا فاقْعَنْسَسَا ... فبَخَسَ النَّاسَ وأَعْيَا البُخَّسَا

  أَي بَخَسَهم العزَّ، أَي ظَلَمَهُم حُقُوقَهُم.

  وتَقَعَّسَت الدَّابَّةُ: ثَبَتَتْ فلم تَبْرَحْ مَكَانَهَا.

  وتَقَعْوَسَ الرَّجلُ عن الأَمْر: تَأَخَّرَ ولم يُقْدِمْ⁣(⁣٢) فيه، هكذا ثَبتَ في بعضِ أُصولِ الصّحاح، بَدَلَ، «تَقَاعَسَ» وصُحِّح عليه.

  والسِّنُونَ القُعْسُ: الثّابِتَةُ، ومَعنَى ثَبَاتِهَا: طُولُهَا: قَال الشَّاعر:

  صَدِيقٌ لِرَسْمِ الأَشْجَعِيِّينَ بَعْدَ مَا ... كَسَتْنِي السِّنُونَ القُعْسُ شَيْبَ المَفَارِقِ

  وقَعَسَ قَعْساً: تأَخَّرَ، وكذلك تَقَعْنَس.

  وجَمَلٌ مُقْعَنْسِسٌ: يَمْتَنِع أَن يُقَادَ، وكُلُّ مُمْتَنِعٍ مُقْعَنْسِسٌ.

  وعِزُّ مقْعَنْسِسٌ: عَزَّ أَنْ يُضَامَ.

  وكُلُّ مُدْخِلٍ رَأْسَه في عُنُقِه كالمُمْتَنِع من الشيءِ: مُقْعَنْسِسٌ.

  ويقولون: «ابنُ خَمْسٍ عَشَاءُ خَلِفَاتٍ قُعْسٍ»: أَي مُكْثُ الهِلالِ لخَمْسٍ خَلَوْنَ من الشَّهْر إِلى أَنْ يَغيبَ مُكْثُ هذه الحَوَاملِ في عَشَائهَا.

  وقَعَس الشَّيْءَ قَعْساً: عَطَفَه، كقَعَّسَه.

  والقَعْوَس، كجَرْوَلٍ: الخَفيفُ.

  وفي أَمْثَالِهم: «هو أَهْوَنُ منْ قُعَيْسٍ علَى عَمَّتِه». قال بَعْضُهُم: إِنَّه رجُلٌ من أَهْلِ الكُوفَة دَخَلَ دارَ عَمَّتِه فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ وقُرَّ، وكانَ بَيتُهَا ضَيِّقاً، فأَدْخَلَتْ كَلْبَها البَيْتَ، وأَبْرَزَتْ قُعَيْساً إِلى المَطَر، فماتَ من البَرْد.

  وقالَ الشَّرْقيُّ القُطَاميُّ: إِنَّه قُعَيْسُ بنُ مَقَاعِسِ بن عَمْرٍو، من بَني تَمِيمٍ، مات أَبوه، فحَمَلَتْه عَمَّتُه إِلى صاحب بُرٍّ، فَرَهَنَتْه على صاعٍ مِن بُرٍّ فَغَلِقَ رَهْنُه، لأَنَّهَا لم تَفْتَكَّه⁣(⁣٣)، فاسْتَعْبَدَه الحَنَّاطُ، فخَرَجَ عَبْداً.

  وقالَ أَبو حُضَيْرٍ التَّميمِيُّ: قُعَيْسٌ كان غُلاماً يَتيماً من بَني تَميمٍ، وإِنَّ عَمَّتَه اسْتَعارتْ عَنْزاً من امْرَأَةٍ، فرَهَنَتْهَا قُعَيْساً، ثمّ ذَبَحَت العَنْزَ وهَرَبَتْ، فضُرِب المَثَلُ به في الهَوَان.

  وبَعِيرٌ أَقْعَسُ: في رِجْلَيْه قَصَرٌ، وفي حارِكهِ انْصِبابٌ.

  وككِتَابٍ: عَمْرُو بنُ قِعَاسِ بن عَبْدِ يَغْوثَ المُرَاديُّ، شاعرٌ.


(١) اللسان: اليسرى.

(٢) الصحاح واللسان: ولم يتقدم فيه.

(٣) عن التكملة وبالأصل «لم تفكه».