تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الشين

صفحة 170 - الجزء 9

  قُلْتُ: هُوَ لِعَدِيِّ بنِ الرِّقاعِ، يَمْدَحُ الوَلِيدَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ وبعدَهُ:

  وإِذا نَشَرْتَ لَهُ الثَّنَاءَ وَجَدْتَه ... وَرِثَ المَكَارِمَ طُرْفَهَا وتِلَادَهَا⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومِنَ المُسْتَحْسَنِ لَهُ في هذِه القَصِيدَةِ، ولَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ في صفَةِ وَلَدِ الظَّبْيَةِ:

  تُزْجِي أَغَنَّ كَأَنّ إِبْرَةَ رَوْقِه ... قَلَمٌ أَصابَ من الدَّوَاةِ مِدَادَهَا

  والنِّسْبَةُ إِلى قُرَيْش: قُرَشِيٌّ، وقُرَيْشِيٌّ نادِرٌ، عن الخَلِيلِ، قَالَ الشّاعر:

  بِكُل قُرَيْشِيٍّ عَلَيْه مَهَابَةٌ ... سَرِيع إِلَى دَاعِي النَّدَى والتَّكَرُّمِ

  هكذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ والخَلِيلُ، ونَقَلَه ابنُ دِحْيَةَ في التَّنْوِير، والبيتُ من شَوَاهدِ كتَابِ سِيبَوَيْه من جُمْلَةِ ثَلاثَةِ أَبياتٍ وهي:

  ولَسْتُ بِشَاوِيٍّ عليه دَمامَةٌ ... إِذا ما غَدَا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأَسْهُمِ

  ولكِنَّما أَغْدُو عَلَيَّ مُفاضَةٌ ... دِلَاصٌ كأَعْيَانِ الجَرَادِ المُنَظَّمِ

  بكل قُرَيْشِيّ ...

  إِلى آخره.

  ففي الأَوّل شاهدٌ في قَوْلِهم: شاوِيٌّ في النَّسَب إِلى الشَّاءِ. وفي الثّانِي شاهِدٌ عَلَى جَمْعِ عَيْنٍ عَلَى أَعْيَان، وفي الثّالِثِ شاهِدٌ عَلَى قَوْلِهِم قُرَيْشِيٌّ، بإِثْبَاتِ الياءِ في النَّسَبِ إِلَى قُرَيْشٍ، قالَه ابنُ بَرِّيّ.

  وقال شَيْخُنَا: وقالَ قَوْمٌ: القِيَاسُ هُوَ الأَوَّلُ، يَعْنِي حَذْفَ الياء في النَّسَبِ. قُلْتُ: وهُوَ المَشْهُورُ المُسْتَعْمَلُ.

  وفي التَّهْدِيبِ: إِذا نَسَبُوا إِلى قُرَيْشٍ قالُوا: قُرَشِيٌّ، بحَذْفِ الزّيادَةِ، قالَ: وللشّاعِرِ أَنْ يَقُولَ قُرَيْشِيٌّ إِذا اضْطُرَّ.

  والقَرْوَشُ، كجُرْوَلٍ: ما يُجْمَعُ من هاهنَا وهاهُنَا، هكَذا في سائر النُّسَخِ، وهُوَ غَلَطٌ شَنِيعٌ، والصَّوَابُ القُرُوشُ، بالضّمِّ، جَمْع قَرْشٍ، بالفَتْحِ: ما يُجْمَع من ها هُنَا وهاهُنَا، وبه فُسِّرَ قولُ رُؤْبَةَ:

  قَدْ كانَ يُغْنِيهِمْ عن الشُّغُوشِ ... والخَشْلِ مِنْ تَسَاقُطِ القُرُوشِ

  سَمْنٌ ومَحْضٌ لَيْسَ بالمَغْشُوشِ

  فتأَمَّلْ.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: القِرْواشُ، بالكَسْرِ، والحَضِرُ، والطُّفَيْلِيُّ وهو الوَاغِلُ، والشَّوْلَقِيُّ.

  والقِرْوَاشُ: العَظِيمُ الرَّأْسِ، عَنِ ابنِ خالَوَيْه.

  وقِرْواشُ بنُ حَوْطٍ الضَّبِّيُّ، وشُرَيْحُ بنُ قِرْواشٍ العَبْسِيُّ، شاعِرَانِ.

  والقَارِشَةُ مِن الشِّجَاجِ: شِبْهُ البَاضِعَةِ مِنْهَا.

  والقُرَيْشِيَّةُ⁣(⁣٢): ة، بجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ، منهَا التُّفّاحُ الجَيِّدُ.

  ونَهْرُ قُرَيْشٍ: بوَاسِطَ، وأَبُو قُرَيْشٍ: ة، بِهَا، على فَرْسَخٍ مِنْهَا.

  وأَقْرَشَ بِهِ* إِقْرَاشاً: سَعَى بهِ ووَقَع فِيهِ⁣(⁣٣) حَكَاه يَعْقُوبُ.

  وأَقْرَشَت الشَّجَّةُ فهي مُقْرِشَةٌ صَدَعَتِ العَظْمَ ولَمْ تَهْشِمْهُ، وكَذلِكَ المُقَرِّشَةُ، كمُحَدِّثَةٍ، لُغَةٌ في الفاء، وقَدْ تَقَدّمَ.

  والتَّقْرِيشُ: مِثْلُ التَّحْرِيشِ، عن أَبِي عُبَيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  والتّقْرِيشُ، أَيضاً: الإِغْرَاءُ والإِفْسَادُ، يُقَالَ: قَرَّشَ بِهِ، إِذا وَشَى وحَرَّشَ وأَفْسَدَ، وهُوَ مَجَازٌ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:

  أَيُّهَا النّاطِقُ المُقَرِّشُ عَنّا ... عِنْدَ عَمْروٍ وهَلْ لِذاكَ بَقَاءُ

  عَدّاه بِعَنْ: لأَنَّ فيه مَعْنَى الناقِلِ عَنّا، وكَذلِكَ أَقْرَشَ بِهِ، إِذا سَعَى.


(١) ويروى: جمع المكارم. وقوله طُرْفاً أراد طُرُفها بضم الراء، فأسكن الراء تخفيفاً وإقامة للوزن. وهو جمع طريف. وهو ما استحدثه من المال.

(٢) الأصل ومعجم البلدان. وفي التكملة: القُرَشِيّة.

(*) [به] ليست من القاموس.

(٣) في التهذيب: سعى به وبغاه سوءا.