تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الشين المعجمة مع الطاء

صفحة 308 - الجزء 10

  والنَّطِيحَةِ، وقد نُهِيَ عن ذلِكَ في الحَدِيثِ وهو: «لا تَأْكُلُوا الشَّرِيطَةَ فإِنها ذَبِيحَةُ الشَّيْطَانِ⁣(⁣١)» وقِيل: ذَبِيحَةُ الشِّرِيطَةِ هي أَنَّهُم كانُوا يَشْرِطُونَهَا من العِلَّةِ، فإِذا ماتَتْ قالُوا: قد ذَبَحْنَاهَا.

  وشُرَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: وَالِدُ نُبَيْطٍ، وهو شُرَيْطُ بنُ أَنَسِ بنِ هِلالٍ الأَشْجَعِيُّ صحابِيٌّ، ولِابْنِه نُبَيْطٍ صُحْبةٌ أَيْضاً، وله أَحادِيثُ، وقد جُمعَتْ في كُرَّاسَة لَطِيفَةٍ رَوَيْنَاهَا عن الشُّيُوخِ بأَسَانِيدَ عَالِيَةٍ، رَوَى عنه ابنُه سَلَمَةُ بنُ نُبِيْطٍ، وحَدِيثُه في سُنَنِ النَّسَائِيّ.

  وشَرُوطٌ، كَصَبُورٍ: جَبَلٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  والشِّرْوَاطُ، كسِرْدَاح: الطَّوِيلُ من الرِّجالِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو في العَيْن.

  والشِّرْواطُ: الجَمَلُ السَّرِيعُ، هكَذا في أُصولِ القَامُوسِ، والصَّوَاب أَنَّ الشِّرْوَاطَ يُطْلَقُ على النّاقَةِ والجَمَلِ، ففي العَيْنِ: نَاقَةٌ شِرْوَاطٌ، وجَمَلٌ شِرْوَاطٌ: طَوِيلٌ، وفيه دِقَّةٌ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فيه سَوَاءٌ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ مِثْلَ ذلِكَ، وكأَنَّ المُصَنِّفَ أَخَذَ من عِبَارَةِ ابنِ عَبّادٍ. ونَصُّهُ: الشِّرْوَاطُ: السَّرِيعُ من الإِبِل. فعَمَّمَ ولم يَخُصّ الجَمَل، ففي كلامِ المُصَنِّفِ قُصُورٌ من جِهَتَيْنِ، وأَجْمَعُ من ذلِكَ ما في اللِّسَانِ: الشِّرْوَاطُ: الطَّوِيلُ المُتَشَذِّبُ القَلِيلُ اللَّحْمِ الدَّقِيقُ، يكونُ ذلِكَ من النّاسِ والإِبِلِ، وكذلِكَ الأُنْثَى، بغَيْر هاءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِز:

  يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ ... مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ

  قال ابنُ بَرّيّ: الرَّجَزُ لجَسّاسِ بنِ قُطَيْبٍ، وهو مُغَيَّر، وأَنْشَدَه ثَعْلَبٌ في أَمالِيهِ على الصَّوَابِ، وهي ستَّةَ عَشَرَ مَشْطُوراً وبينَ المَشْطُورَيْنِ مَشْطُوران، وهما:

  صَاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ ... يُظْهِرْنَ من نَحِيبِه للشِّاطِي⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: «مِنْ ذِي ذِئَبٍ».

  والمِشْرَطُ، والمِشْرَاطُ، بكَسْرِهِمَا، المِبْضَعُ، وهي الآلَةُ الَّتِي يَشْرِط بها الحَجَّامُ.

  ومَشَارِيطُ الشَّيْءِ: أَوائِلُه، كأَشْراطِه، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  تَشَابَهُ أَعْنَاقُ الأُمُورِ وتَلْتَوِي ... مَشَارِيطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ

  وقال: لا وَاحِدَ لهَا، ونَقَل ابنُ عَبّادٍ أَنَّ الوَاحِد مِشْرَاطٌ.

  قال: ويقال: أَخَذَ لِلأَمْرِ مَشَارِيطَهُ، أَي أُهْبَتَهُ.

  وذُو الشَّرْطِ لقبُ عَدِيّ بن جَبَلَةَ بنِ سَلامَةَ بنِ عبدِ الله بن عُلَيْمِ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ التَّغْلبِيِّ، وكان قد رَأَسَ، وشَرَطَ على قَوْمِهِ أَن لا يُدْفَنَ مَيِّتٌ حَتَّى يَخُطَّ هُو له مَوْضعَ قَبْرِهِ، فقال طُعْمَةَ بنُ مِدْفَعِ بنِ كِنَانَةَ بنِ بَحْرِ بنِ حَسّانَ بنِ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ في ذلِكَ:

  عَشِيَّةَ لا يَرْجُو امْرُؤٌ دَفْنَ أُمِّهِ ... إِذا هِيَ ماتَتْ أَو يَخُطَّ لها قَبْراً

  وكانَ مُعَاوِيةُ ¥ بَعَثَ رَسُولاً إِلى بَهْدَلِ بنِ حسّانِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ يَخْطُبُ إِليه ابْنَتَه، فأَخْطَأَ الرَّسُولُ فذَهَبَ إِلى بَحْدَلِ⁣(⁣٣) بنِ أُنَيْفٍ من بَنِي حارِثَةَ بنِ جَنَابٍ، فزَوَّجَهُ ابْنَتَه مَيْسُونَ، فَوَلَدَتْ له يَزِيدَ، فقال الزُّهَيْرِيُّ:

  أَلَا بَهْدَلاً كانوا أَرادُوا فضُلِّلتْ ... إِلى بَحْدَلٍ⁣(⁣٤) نفْسُ الرَّسُوُلِ المُضَلَّلِ

  فشَتَّانَ إِنْ قايَسْتَ بينَ ابْنِ بَحْدَلٍ ... وبَيَنْ ابنِ ذِي الشَّرْطِ الأَغَرِّ المُحَجَّلِ

  واشْترَط عَليْه كذا: مثل: شَرَطَ.

  وتَشَرَّطَ في عَمَلِه: تَأَلَّقَ، كذا في العُبَاب، وفي الأَسَاسِ: تَنَوَّقَ وتَكَلَّفَ شُرُوطاً ما هِيَ عليه: واسْتَشْرَطَ المالُ: فَسَدَ بعدَ صَلَاحٍ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وفي إِصلاحِ الأَلْفَاظِ لابْن السِّكِّيتِ: الغَنَمُ أَشْرَطُ المالِ، أَي أَرْذَلُه، وهو مُفَاضَلَةٌ بلا فِعْلِ، قال ابنُ سِيدَه:


(١) انظر الفائق ١/ ٦٤٨ والنهاية ٢/ ٤٦٠.

(٢) لم يرد في اللسان، ذكره صاحب التكملة. وفي اللسان ستة عشر شطراً ولم يرد بين الشطرين، الذي أوردهما الجوهري، في اللسان إلا صات الحداء ... والدأب: شدة السير والسوق. ويلحن: يفرقن. والشظف: خشونة العيش.

(٣) عن جمهرة ابن حزم ص ٤٥٧ وبالأصل «بهدل».

(٤) بالأصل «بهدل».