تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صمع]:

صفحة 281 - الجزء 11

  وِعَبْدُ المَلِكِ بنِ قُرَيْبِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عَلِيِّ بنِ أَصْمَعَ، أَبُو سَعِيدٍ الأَصْمَعِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغَوِيُّ، مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّ جَدِّه، وهو أَصْمَعُ بنُ مُظَهِّر بنِ رِيَاحٍ⁣(⁣١) البَاهِلِيُّ ويُكْنَى أَبا القُنْدَيْنِ أَيْضاً، بضَمِّ القَافِ، وقد ذُكِرَ في الدّالِ، ومَرَّ له ذِكْرٌ في «ظ هـ ر»، ومَوْلِدُه ووَفَاتُه في مُقَدِّمةِ الكتَابِ.

  وِالصَّمْعَاءُ: الصَّغِيرَةُ الأُذُنِ من النّاسِ وغَيْرِهِم، يُقَال: امْرَأَةٌ صَمْعَاءُ، وعَنْزٌ صَمْعَاءُ، ويُقَالُ: الصَّمْعَاءُ من المَعزِ: الَّتِي أُذُنُها كأُذُنِ الظَّبْيِ، بينَ السَّكَّاءِ والأَذْناءِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: الصَّمْعَاءُ: الشّآةُ اللَّطِيفَةُ الأُذُنِ الّتِي لَصِقَ أُذُنَاهَا بالرَّأْسِ.

  وِكانَ ابنُ عَبّاسٍ ® لا يَرَى بَأْساً أَنْ يُضَحَّى بالصَّمْعَاءِ: أَي: الصَّغِيرةِ الأُذُنِ.

  وِالصَّمْعَاءُ أَيْضاً: الأُذُنُ الصَّغِيرَةُ اللَّطِيفَةُ المُنْضَمَّةُ إِلى الرَّأْسِ وقد صَمِعَتْ صَمَعاً: صَغُرَتْ ولم تُطَرَّفْ، وكانَ فيها اضْطِمارٌ ولُصُوقٌ بالرَّأْسِ، وقيل: هو أَنْ تَلْصَقَ بالعِذَارِ من أَصْلِهَا، وهي قَصِيرَةٌ غير مُطَرَّفَةٍ. وقيلَ: هي الَّتِي ضَاقَ صِمَاخُهَا وتَحَدَّدَتْ.

  وِالصَّمْعَاءُ: السَّالِفَةُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي النَّجْمِ يَصِفُ الظَّلِيمَ:

  إِذا لَوَى الأَخْدَعَ مِن صَمْعَائِهِ ... مُنْفَتِلاً أَو هَمَّ بانْتِفَائِهِ

  صَاحَ به عشْرُونَ مِنْ رِعَائِهِ

  يَعْنِي الرِّئَالَ. قالُوا: أَرادَ بصَمْعَائِه سالِفَتَهُ ومَوْضِعَ الأُذُنِ منه، سُمِّيَتْ صَمْعَاءَ لأَنَّهُ لا أُذُنَ لِلظَّلِيمِ.

  وِالصَّمْعَاءُ: المُدَمْلَكُ المُدَقَّقُ منَ النَّبَاتِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، أَو هِيَ البُهْمَى إِذا ارْتَفَعَتْ قَبْلَ أَنْ تَتَفَقَّأَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقيل: بَقْلَةٌ صَمْعَاءُ: مُرْتَوِيَةٌ مُكْتَنِزَة، وبُهْمَى صَمْعَاءُ: غَضَّةٌ لم تَتَشَقَّقْ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحُمُرَ:

  رَعَتْ بَارِضَ البُّهْمَى جَمِيعاً وبُسْرَةً ... وِصَمْعَاءَ حتَّى آنَفَتْهَا نِصَالُهَا

  آنَفَتهَا: أَوْجَعَتْهَا بسَفَاهَا، ويُرْوَى: «حَتّى أَنْصَلَتْهَا» قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: قالُوا: بُهْمَى صَمْعَاءُ، فبَالَغُوا بها، كما قالُوا: صِلِّيَانٌ جَعْدٌ، ونَصِيٌّ أَسْحَمُ، قالَ: وقِيلَ الصَّمْعَاءُ: الَّتِي تَنْبُتُ ثَمَرَتُها في أَعْلاها، أَو كلُّ بُرْعُومَةٍ ما دَامَتْ مُجْتَمِعَة مُنْضَمَّةً لَمْ تَنْفَتِحْ بَعْد فهي صَمْعَاءُ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَةَ، وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: البُهْمَى: أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهَا البارِض، فإِذا تَحَرَّكَ قَلِيلاً فهو جَمِيمٌ، فإِذَا ارْتَفَعَ وتَمَّ قبلَ أَنْ يَتَفَقَّأَ فهو الصَّمْعَاءُ، يُقَال له ذلِكَ لِضُمُورِه، ج: صُمْعٌ، بالضم.

  وِيُقال للكِلابِ: صُمْعُ الكُعُوبِ، أَي صِغَارُهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ هكَذَا، وقَوْلُ النّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ يَصِفُ الكِلابَ والثَّوْرَ:

  فَبَثَّهُنَّ عَلَيْه واسْتَمَرَّ به ... صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيّاتٌ من الحَرَدِ

  يَعْنِي أَنَّ قَوَائِمَه لَازِقَةٌ، مُحَدَّدَةُ الأَطْرَافِ، مُلْسٌ لَيْسَتْ برَهِلَاتٍ، أَي استَمَرَّتْ به قَوَائِمُه، كذا فِي العُبَابِ. وفي اللِّسَانِ: عَنَى بها القَوَائِمَ والمَفْصِلَ أَنَّهَا ضامِرَةٌ لَيْسَتْ بمُنْتَفِخةٍ، وقال الشّاعِرُ:

  أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشَا ... سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ⁣(⁣٢)

  وقَوَائِمُ الثَّوْرِ الوَحْشِيّ تَكُونُ صُمْعَ الكُعُوب، ليسَ فِيها نُتُوءٌ ولا جَفَاءٌ، وقالَ امْرُءُ القَيْسِ:

  وِسَاقَانِ كَعْبَاهُمَا أَصْمَعا ... نِ لَحْمُ حَمَاتَيْهِمَا مُنْبَتِرْ

  أَرادَ بالأَصْمَعِ: الضَّامِرَ الَّذي ليسَ بمُنْتَفِخٍ، والحَمَاةُ: عَضَلَةُ السَّاقِ. والعَرَبُ تَسْتَحِبُّ انْبِتَارَهَا وتَزَيُّمَها⁣(⁣٣)، أَي ضُمُورَهَا واكْتِنَازَها.

  وِالصَّوْمَعَةُ: كجَوْهَرَةٍ: بَيْتٌ للنَّصَارَى ومَنَارٌ للرَّاهِبِ، كالصَّوْمَع، بغَيْرِ هاءٍ، وهذا عن ابْنِ عَبّادٍ، سُمِّيَتْ لدِقَّةٍ في رَأْسِهَا وقالَ سِيبَوَيْهٌ: الصَّوْمَعَةُ من الأَصْمَعِ، يَعْنِي المُحَدَّدَ الطَّرَفِ المُنْضَمَّ، ومن غَرِيبِ ما أنْشَدَنَا بعضُ الشُّيُوخِ:

  أَوْصاكَ رَبُّكَ بالتُّقَى ... وِأُولُو النُّهَى أَوْصُوا مَعَهْ

  فاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَسْجداً ... تَخْلُو بهِ أَوْ صَوْمَعَهْ


(١) عن جمهرة ابن حزم ص ٢٤٥ وبالأصل «رباح».

(٢) بالأصل «تئف» بالفاء، والمثبت عن اللسان. ونسبه بحواشي المطبوعة الكويتية لعدي بن زيد.

(٣) في التهذيب والأساس: «قال بشر».