تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 365 - الجزء 11

  لأَنَّهَا تَصْرِفُ الفَزَعَ⁣(⁣١) عَمَّنْ قَرَأَها.

  وِمن المَجَازِ: نَعُوذُ⁣(⁣٢) بالله من قَوَارِعِ فُلانٍ، أَي من قَوَارِصِ لِسَانِه ولَوَاذِعِه.

  وِالقَرُوعُ، كصَبُورٍ: الرَّكِيَّةُ القَلِيلَةُ الماءِ، قالَهُ الفَرّاءُ، أَي الَّتِي يَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ، لفَنَاءِ مائِها، وقِيلَ: هي الّتِي تُحْفَرُ في الجَبَلِ من أَعْلاها إِلى أَسْفَلِهَا.

  وِالقَرِيعَةُ، كسَفِينَةٍ: خِيَارُ المالِ، كالقُرْعَة، وهو مَجاز.

  وِنَاقَةٌ قَرِيعَةٌ: يُكَثِرُ الفَحْلُ ضِرَابَها، ويُبْطِئُ لِقَاحُها، ويُقَالُ: إِنَّ ناقَتَكَ لقَرِيعَةٌ، أَي: مُؤَخَّرَةُ الضَّبْعَةِ.

  وِالقَرِيعَةُ: سَقْفُ البَيْتِ، يُقَالُ: ما دَخَلْتُ لفُلانٍ قَرِيعَةَ بَيْتٍ قَطُّ، أَي سَقْفَ بَيْتٍ. ويُقَالُ: قَرِيعَةُ البَيْتِ: خيْرُ مَوْضِعٍ فيهِ؛ إِن كان بَرْدٌ فخِيَارُ كِنَّهِ، وإِنْ كَانَ حَرٌّ فخِيارُ ظِلِّه، كما في الصّحاحِ.

  وِالقَرّاعُ كشَدَّادٍ: طائِرٌّ يَقْرَعُ العُودَ الصُّلْبَ بمِنْقَارِهِ، قالَ أَبُو إِسْحَاقَ: له مِنْقَارٌ غَلِيظٌ أَعْقَفُ، يَأْتِي إِلى العُودِ اليابِسِ فلا يَزَالُ يَقْرَعُة حَتَّى يَدْخُلَ فِيه، وقالَ أَبُو حَاتِم: القَرَّاعُ كأَنَّهُ قَارِيَةٌ، له مِنْقارٌ غَلِيظٌ أَعْقَفُ، أَصْفَرُ⁣(⁣٣) الرِّجْليْنِ، فيَأْتِي العُودَ اليابِسَ فلا يَزَالُ يَقْرَعُه قَرْعاً يُسْمَع صَوْتُه، ونُسَمِيه النَّقّار⁣(⁣٤)، كَأَنَّه يَقْطَعُ ما يَبِسَ مِنْ عِيدَانِ العُرُوقِ بمِنْقَارِهِ فيَدْخُلُ فيه.

  ج: قَرّاعاتٌ، ولم يُكَسَّرْ.

  وِالقَرّاع أَيْضاً: فَرَسُ غَزَالَةَ السَّكُونِيِّ، كما في العبَابِ، وفي التَّكْمِلَة «ابن غَزَالَة» وهو القائلُ فيه:

  أَرَى المَقَانِبَ بالقَرَّاعِ مُعْتَرِضاً ... مُعَاوِدَ الكَرِّ مِقْدَاماً إِذا نَزِقَا

  وِالقَرَّاعُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيْءٍ، وقِيلَ: هو الصُّلْبُ الأَسْفَلُ، الضَّيِّقُ الفَمِ.

  وِالقَرَّاعَةُ، بهَاءٍ: الاسْتُ.

  وِالقَرّاعَةُ: اليَسِيرُ من الكَلإِ، يُقَال، أَرضٌ ليْسَت بها قَرّاعَةٌ، أَي يَسِيرٌ من الكَلإِ. وقَرْعُونُ، كحَمْدُون: ة، بين بَعْلَبَكَّ ودِمَشْقَ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.

  وِالمِقْرَعُ كمِنْبَرٍ: وِعَاءٌ يُجْنَى⁣(⁣٥)، أَي يُجْمَعُ فيه التَّمْرُ، وقِيلَ: هو السِّقَاءُ يُجْمَعُ فيه السَّمْنُ، يُقَالُ: قَرَعَ⁣(⁣٦) فُلانٌ في مِقْرَعهِ، وقَلَدَ في مِقْلَدِه، وكَرَصَ في مِكْرَصِه، وصَرَبَ في مِصْرَبِه، كُلُّه السِّقَاءُ والزِّقُّ، نَقَلَه ابن الأَعْرَابِي.

  وِالمِقْرَعَةُ، بهاءٍ: السَّوْطُ، وقِيلَ: كُلُّ ما قَرَعتَ بهِ فهو مِقْرَعَةٌ، عن ابن دُرَيْدٍ⁣(⁣٧).

  وقالَ الأَزْهَرِيُّ: المِقْرَعَةُ: التي تُضْرَبُ بهَا الدّابَّةُ، وقالَ غيرُه: المِقْرَعَةُ: خَشَبَةٌ تُضْرَبُ بها البِغَالُ والحَمْيرُ، والجَمْعُ: المَقَارِعُ، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

  يُقِيمْونَ حَوْلِيّاتِهَا بالمَقَارِعِ⁣(⁣٨)

  وِالمِقْرَاعُ، بالكَسْرِ: الناقَةُ تَلْقَحُ في أَوَّلِ قَرْعَةٍ يَقْرَعُهَا الفَحْلُ، ومنه حَدِيثُ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِك: «مِقْرَاعٌ مِسْيَاعٌ»⁣(⁣٩) وقد تَقَدَّم في «ر ب ع» قَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا أَسْرَعَت النّاقَةُ اللَّقَحَ فهي مِقْرَاعٌ، وأَنْشَدَ:

  تَرَى كُلَّ مِقْرَاعٍ سَرِيعٍ لَقَاحُهَا ... تُسِرُّ لَقَاحَ الفَحْلِ سَاعَةَ تُقْرَعُ

  وِالمِقْرَاعُ: فَأْسٌ أَو شِبْهُه تُكْسَرُ* بها الحِجَارَةُ، قالَ الشّاعِرُ يَصِفُ ذِئباً:


(١) عن اللسان وبالأصل «القرع».

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: وَتَعوَّذْ.

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «أصغر».

(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «المنقار».

(٥) ضبطت عن التهذيب ١/ ٢٣٦.

(٦) في التهذيب: «يُجبى».

(٧) العبارة بالأصل من قوله: وقيل هو السقاء الى هنا جاءت: وقيل هو السقاء يجمع فيه السمن، يقال: قرع فلان في مقرعه عن ابن دريد (و) المقرعة (بهاء السوط و) قيل (كل ما قرعت به) فهو مقرعة، وقلد في مقلده وكرص في مكرصه وصرب في مصربه كله السقاء والزق، نقله ابن الأعرابي، وقال الأزهري ... وورودها بهذا السياق أخلّ بالمعنى. وقد قدمنا وأخرنا في الكلام بما يوافق المعنى المطلوب بما يتفق مع سياق التهذيب واللسان.

(٨) الجمهرة ٢/ ٣٨٤ ونسب للنابغة للذبياني، والبيت بثمامة في ديوانه ص ١٨٨.

قعودٍ على آل الوجيه ولاحقٍ ... يقيمون حولياتها بالمقارعِ

(٩) كذا بالأصل بالباء الموحدة وقد تقدم في مادة سيع بالياء، وهي التي تذهب في المرعى، وقيل هي التي تحمل الضَبَعة.

(*) بالقاموس: «يكسر» بدل: «تكسر».