تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع العين

صفحة 366 - الجزء 11

  يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لَمْ يَسْمَعِ⁣(⁣١) ... بمِثْلِ مِقْرَاعِ الصَّفَا المُوَقَّعِ

  وِأَقْرَعَه: أَعْطَاهُ خَيْرَ المالِ والنَّهْبِ وفي الصّحاحِ: أَعْطَاهُ خيْرَ مالِه، يُقَال: أَقْرَعُوه خَيْرَ نَهْبِهِم. زادَ الصّاغَانِيُّ: من القُرْعَة، وهي خِيَارُ المالِ.

  أَو أَقْرَعَهُ: أَعْطَاهُ فَحْلاً يَقْرَعُ إِبِلَهُ، وهو المُخْتَارُ للفُحُولَةِ.

  وِأَقْرَعَ إِلى الحَقِّ، أَي رَجَعَ وذَلَّ، يُقَالُ: أَقْرَعَ لي فُلانٌ، قال رُؤْبَةُ:

  دَعْنِي فقَدْ يُقْرَعُ للأَضَزِّ ... صَكِّي حِجَاجَيْ رَأْسِهِ وبَهْزِي

  أَي يُصْرَف صَكِّي إِليْه، ويُرَاضُ له، ويَذِلُّ.

  وِأَقْرَعَ أَيْضاً، إِذا امْتَنَع، فهو ضِدُّ.

  وِأَقْرَعَ الرَّجُلُ على صاحِبِه: كَفَّ، كانْقَرَعَ فِيهِمَا، أَي في الكَفِّ والإمْتِنَاعِ، وهما وَاحِدٌ.

  وِأَقْرَعَ: أَطَاقَ. قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وقد يَكُونُ الإِقْرَاعُ كَفًّا، ويَكُون إِطَاقَةً، وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: فُلانٌ مُقْرِعٌ، ومُقْرِنٌ له، أَي مُطِيقٌ، وأَنْشَدَ بيتَ رُؤْبَةَ السّابِقَ.

  وِيُقَال: فُلانٌ لا يُقْرَعُ إِقْرَاعاً⁣(⁣٢)، إِذا لم يَقْبَلِ المَشُورَةَ والنَّصِيحَةَ. كذا في الصّحاحِ والعُبَابِ، وفي كلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ ظاهِرٌ، تَأَمَّلْه.

  وِأَقْرَع فُلاناً: كَفَّهُ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وأَقْرَعْتُه⁣(⁣٣) وأَقْرَعْتُ له، وأَقْدَعْتُه وقَدَعْتُه، وأَوْزَعْتُه، ووَزَعْتُه، وزُعْتُه، إِذا كَفَفْتَه.

  وِأَقْرَعَ بَيْنَهُم في شَيْءٍ يَقْتَسِمُونَه، أَي ضَرَبَ القُرْعَةَ.

  ومِنْهُ الحَدِيثُ: «فأَقْرَعَ بَيْنَهُم، وعَتَقَ اثْنَيْن، وأَرَقَّ أَرْبَعَةً».

  وِأَقْرَعَ المُسَافِرُ: دَنَا مِنْ مَنْزِلهِ.

  وِأَقْرَعَ الدَّابَّةَ: كبَحَهَا بلِجَامِهَا. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهو مَجازٌ، وهو من الإِقْرَاعِ بمَعْنَى الكَفِّ، قال رُؤْبَةُ:

  أَقْرَعَهُ عَنِّي لِجَامٌ يُلْجِمُهْ

  وقال سُحَيْمٌ [بنُ وَثيلٍ الرياحي]⁣(⁣٤):

  إِذا البَغْلُ لَمْ يُقْرَعْ لَهُ بِلجَامِه ... عَدَا طَوْرَهُ في كُلِّ ما يَتَعَوَّدُ

  وِأَقْرَعَ دَارَهُ آجُرًّا: فَرَشَهَا بِهِ.

  وِأَقْرَعَ الشَّرُّ: دامَ.

  وِأَقْرَعَ الغَائِصُ، وكذلِكَ المائِحُ، إِذا انْتَهَيَا إِلى الأَرْضِ.

  وِأَقْرَعَ الحَمِيرُ: صَكَّ بَعْضُها بَعْضاً بحَوَافِرهَا قالَ رُؤْبَةُ:

  أَو مُقْرَعٌ من رَكْضِهَا دَامِي الزَّنَقْ ... أَو مُشْتَكٍ فائِقَهُ من الفَأَقْ

  وِقِيلَ: المُقْرَعُ، كمُحْكَمٍ - في قَوْلِ رُؤْبَةَ -: الَّذِي قد أُقْرِعَ، فَرَفَع رَأْسَه والفَائِقُ: اشْتِكاءُ ذلِكَ المَوْضِعِ منه.

  وِالمُقَرِّعَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: الشَّدِيدَةُ من شَدَائِدِ الدَّهْرِ، وهو مَجَازٌ، ويُقَالُ: أَنْزَلَ الله به مُقَرِّعَةً، أَي مُصِيبةً لم تَدَعْ مَالاً ولا غَيْرَه.

  وِالتَّقْرِيعُ: التَّعْنِيفُ والتَّثْرِيبُ، يُقَالُ: «النُّصْحُ بين المَلَإِ تَقْرِيعٌ»: هو الإِيجاعُ باللَّوْمِ.

  وِقَرَّعَهُ تَقْرِيعاً: وَبَّخَه وعَذَلَهُ⁣(⁣٥).

  ويُقَال: قَرَّعَنِي فُلانٌ بلَوْمِهِ فلم أَتَقَرَّعْ به⁣(⁣٦)، أَي لم أَكْتَرِثْ به.

  وِالتَّقْرِيعُ: مُعَالَجَةُ الفَصِيلِ من القَرَعَ، مُحَرَّكَةً، وهو البَثْرُ الَّذِي تَقَدَّم، وتقدَّم مُعَالَجَتُه أَيضاً، قالَ الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّهُ يَنْزِعُ ذلِكَ مِنْه، كما يُقَالُ: قَذَّيْتُ العَيْنَ، وقَرَّدْتُ البَعِيرِ، وقَلَّحْتُ العُودَ. انْتَهَى. ويَعْنِي به أَنَّه عَلَى السَّلْبِ والإِزالَةِ، فمَعْنَى قَرَّعَهُ: أَزالَ عنه القَرَعَ، كإِزالَةِ القَذَى عن العَيْنِ، والقُرَادِ عن البَعِيرِ، واللِّحَاءِ عن العُودِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَوْسِ بن حَجَرٍ [يذكر الخيل]⁣(⁣٧):


(١) ويروى: لم أسمع.

(٢) عن الصحاح واللسان وبالأصل «قراعاً».

(٣) بالأصل «أقرعه وأقرعت له، وأقذعته وقذعته» وما أثبت عن اللسان.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «وخذله».

(٦) في التهذيب واللسان: فما ارتقعت به.

(٧) زيادة عن التهذيب.