تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سأف]:

صفحة 262 - الجزء 12

فصل السين المهملة مع الفاءِ

  [سأف]: سَئِفَتْ يَدُهُ، كَفَرِحَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن أَبي زَيْدٍ: وسَأَفَتْ، مِثْل مَنَعَ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، سَأْفاً، بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ، وفيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ: تَشَقَّقَتْ، وتَشَعَّثَ مَا حَوْلَ الْأَظْفَارِ، مِثْل سَعِفَتْ، كما في الصِّحاحِ، وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِي، وهي سَئِفَةٌ، أو هي كذا في النُّسَخِ، وَالصَّوابُ: أَو هو تَشَقُّقُ الْأَظْفَارِ نَفْسِهَا، قَالَهذ ابنُ السِّكِّيتِ.

  وسَئِفَتْ شَفَتُهُ: تَقَشَّرَتْ.

  وسَئِفَ لِيفُ النَّخْلِ: إذا تَشَعَّثَ، وانْقَشَرَ، كَانْسَأَفَ، وَقال اللَّيْثُ: سِيفُ اللِّيْفِ، وهو ما كان مُلْتَزِقًا بأُصُولِ السَّعَفِ، مِنْ خِلَالِ اللِّيفِ، وهو أَرْدَؤُهُ، وأَخْشَنُهُ لأَنّهُ يُسْأَفُ مِنْ جوانبِ السَّعَفِ فيصيرُ كأَنَّه لِيفٌ وليس به، ولُيِّنَتْ هَمْزَتُهُ.

  وسَؤُفَ مَالُهُ، كَكَرُمَ: وَقَعَ فيه السُّؤَافُ، كغُرَابٍ، وهو لُغَةٌ في: السُّوَافِ، بِالْوَاوِ، كما سَيَأْتِي قِريباً.

  والسَّأَفُ، مُحَرَّكَةً: سَعَفُ النَّخْلِ عن ابن عَبَّادٍ.

  وقال أَبو عُبَيْدَةَ: هو شَعَرُ الذَّنَبِ، والْهُلْبُ.

  وقال أَيضاً: السَّائِفَةُ: مَا اسْتَرَقَّ مِن أَسَافِلِ الرَّمْلِ: ج سَوائِفُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  سُئِفْتُ منه، بالضَّمِّ: أي فَزِعْتُ، هكذا جاءَ في حديثِ المَبْعَثِ⁣(⁣١) في بعْضِ الرِّوَايَاتِ.

  [سجف]: السَّجْفُ، بالفَتْحِ، ويُكْسَرُ، نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِيُّ، وكذلك السِّجَافُ، كَكِتَابِ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَليس بجَمْعِ سَجْفٍ: السِّتْرُ، ج: سُجُوفٌ، وأَسْجَافٌ، وَجَمْعُ السِّجَافِ: سُجُفٌ، ككُتُبٍ، هذا هو الأَصْلُ، ثم اسْتُعِيرَ لِمَا يُرَكَّبُ علَى حَوَاشِي الثَّوْبِ. أَو السَّجْفُ: السِّتْرَانِ الْمَقْرُونَان بَيْنَهُمَا فُرْجَةٌ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.

  أَو كُلُّ بَابٍ سُتِرَ بِسِتْرَيْنِ مَقْرُونَيْنِ، مَشْقُوقٍ بَيْنَهما، فَكُلُّ شِقٍّ منهما سَجْفٌ، قالَهُ اللَّيْثُ، وسِجَافٌ أَيضاً، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قال اللَّيْثُ: وكذلك سَجْفَا الخِبَاءِ، ويُسَمَّى خَلْفُ البابِ سَجْفاً، قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ:

  خَلَّتْ سَبِيلَ أَتَىّ كان يَحْبِسُهُ ... وَرَفَّعَتْهُ إِلَى السَّجْفَيْنِ فَالنَّضَدِ⁣(⁣٢)

  قال الجَوْهَرِيُّ: هُمَا مِصْرَاعَا السِّتْرِ، يكُونَانِ في مُقَدَّمِ البَيْتِ.

  وأَسْجَفَ السِّتْرَ: أَرْسَلَهُ، وَأَسْبَلَهُ.

  وأَسْجَفَ اللَّيْلُ، مِثْل: أَسْدَفَ: أي أَظْلَمَ، وهو مَجازٌ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: السَّجَفُ، مُحَرَّكَةً، دِقَّةُ الْخَصْرِ، وَخَمَاصَةُ الْبَطْنِ، يُقَال: في خَصْرِهِ سَجَفٌ، وفي بَطْنِهِ سَجَفٌ.

  ومِن المَجَازِ: السُّجْفَةُ، بِالضَّمِّ: سَاعَةٌ مِن اللَّيْلِ، كالسُّدْفَةِ.

  وسَجَفَ الْبَيْتَ وأَسْجَفَهُ، وسَجَّفَهُ، تَسْجِيفاً: أَرْسَلَ عَلَيه السَّجِفَ، وسَتَرَهُ.

  وَقال الأَصْمَعِيُّ: بَيْتٌ مُسَجَّفٌ: على بَابِهِ سَجْفانِ.

  وَفي التَّهْذِيبِ: التَّسْجِيفُ: إِرْخَاءُ السَّجْفَيْنِ، وفي المُحْكَمِ: إِرْخَاءُ السِّتْر، ومنه قول الفَرَزْدَقِ:

  إِذَا الْقُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بِالضُّحَى ... رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَالُ الْمُسَجَّفُ

  نَعَتَ الحِجَالَ بنَعْتِ المُذَكَّرِ المُفْرَدِ، علَى تَذْكِيرِ اللَّفْظِ.

  وحَنَتَفُ بنُ السِّجْفِ، بِالْكَسْرِ: تَابِعِيٌّ، وحُنَيْفُ بنُ السِّجْفِ: شَاعِرٌ، هكذا هو في النُّسَخِ، الأُولَى: حَنْتَفٌ، كجَعْفَرٍ، والثانية: حُنَيْفٌ، كزُبَيْرٍ، بالنُّونِ، وهو تَصْحِيفٌ، صَوَابُه: حُتَيْفٌ، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ في الثَّانِي، والسِّجْفُ، والدُ الشاعِر لَقَبٌ، واسْمُه عُمَر بنُ عبد الحارِثِ⁣(⁣٣) الضَّبِّيُّ،


(١) ونصه في النهاية: في حديث المبعث: فإذا الملك الذي جاءني بحراء فسئِفت منه.

(٢) ديوانه صنعة ابن السكيت ص ٤.

(٣) انظر المؤتلف للآمدي ص ١٠٧.