تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قصف]:

صفحة 433 - الجزء 12

  ورجُلٌ قَشِفٌ، ككَتِفٍ: إذا لَوَّحَتْهُ الشَّمْسُ أو الفَقْرُ، فتَغَيَّرَ، وَقد قَشِفَ قَشَفاً، لا غيرُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: القُشّافُ كَرُمّانٍ، والواحِدةُ بهاءٍ: حَجَرٌ رَقِيقٌ أيَّ لَوْنٍ كانَ.

  وقال الفرّاءُ: عامٌ أَقْشفُ أَقْشَرُ: أي شَدِيدٌ.

  والمُتقَشِّفُ: المُتبَلِّغُ بقُوتٍ ومُرَقَّعٍ نَقَلَه الجَوْهريُّ⁣(⁣١).

  وقال اللَّيْثُ: المُتَقَشِّفُ: مَنْ لا يُبالِي بما تَلطَّخَ بجَسَدِه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  رَجُلٌ مُتَقَشِّفٌ: تارِكٌ النَّظافَةَ والتَّرَفُّهَ.

  وَرَجُلٌ قَشِفُ الهَيْئَةِ: تارِكٌ للتَّنْظِيفِ.

  وَقَشَّفَ الله عَيْشَه تَقْشِيفاً.

  وَرَأَيْتُه على حالةٍ قَشِفَةٍ.

  وَالقَشَفُ، مُحَرَّكَةً: ما يَرْكَبُ على أَسْفَلِ قدمِه من الوَسَخ. عامِّيَّة.

  [قصف]: قَصَفَه يَقْصِفُه قَصْفاً: كَسَرَه وفي الصِّحاحِ: القَصْفُ: الكَسْرُ، وفي التَّهْذِيبِ: كسْرُ القَناةِ ونحْوِها نِصْفَيْنِ.

  ومن المَجازِ: قَصَفَ الرَّعْدُ وغيرُه قَصِيفاً كأَمِيرٍ، كما في الصِّحاحِ، وزادَ الزَّمَخْشَريُّ وقَصْفاً: اشْتَدَّ صَوْتَه فهو قاصِفٌ، كأَنَّ السماءَ تَنْقصِفُ بِهِ، وقال أَبو حَنِيفة: إذا بَلَغَ الرَّعْدُ الغايَةَ في الشِّدَّةِ فهو القاصِفُ، وفي حَدِيثِ مُوسَى #: «وضرَبَه البَحْرُ فانْتهَى إِليه وله قَصِيفٌ، مخافَةَ أَنْ يَضْرِبَه بعَصاهُ» أي: صوْتٌ هائِلٌ يُشْبِهُ صوتَ الرَّعْدِ.

  وَقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: في دُعائهِم: بَعَثَ الله عَلَيهِ الرِّيحَ العاصِفَ، والرَّعْدَ القاصِفَ.

  وفي الحَدِيثِ يَرْويه نابِغَةُ بنِي جعْدةَ عن النَّبِيِّ أَنَّه قال: «أَنا والنَّبِيُّون فُرّاطٌ لِقاصِفِينَ» هكَذا هو في نُسَخِ النِّهايةِ، ووَقَع في العُبابِ: فُرّاطُ القاصِفِينَ⁣(⁣٢)، قال: هُمُ المُزْدَحِمُونَ، كأَنَّ بَعْضَهُم يَقْصِفُ بَعْضاً أي: يَكْسِرُ ويَدْفَعُ شَدِيداً لفرْطِ الزِّحامِ بِدَارًا إِلَى الجَنَّةِ وهكَذا نَقَله ابنُ الأَثِيرِ أَيضاً، يقولُ: يتَقدَّمُون الأُمَمَ إلى الجَنَّةِ، وهم على إِثْرِهِم، وقالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ - في مَعْنَى الحدِيثِ -: أي نَحْنُ مُتَقَدِّمُونَ في الشَّفاعَةِ لقَوْمٍ كَثيرِينَ مُتَدافِعِينَ مُزْدحِمِينَ.

  ومن المَجاز: رَعْدٌ قاصِفٌ: أي صَيِّتٌ وقد تَقَدَّم قَرِيباً.

  والقصِيفُ كأَمِيرٍ: هَشِيمُ الشَّجرِ نقَلَه الجوْهريُّ.

  والقَصِيفُ: صَريفُ الفَحْلِ وهو شِدَّةُ رُغائِهِ وهدِيره في الشِّقْشِقَةِ، وقد قَصَف قَصْفاً وقَصِيفاً وقُصُوفاً وقَصْفَةً، وهو مجازٌ.

  وقَصِفَ، العُودُ، كفَرِحَ يَقْصَفُ قَصفاً فهو قَصِفٌ ككَتِفٍ، وأَقْصفُ: صارَ خَوّارًا ضَعِيفاً، وكذلك الرَّجُلُ وهو مجازٌ.

  وقصِفَ النَّبْتُ يَقْصَفُ قصَفاً فهو قَصِفٌ: طالَ حَتَّى انْحَنَى مِنْ طُولِه قال لَبِيدٌ ¥:

  حَتَّى تَزَيَّنَتِ الجِواءُ بفاخِرٍ ... قَصِفٍ كأَلْوانِ الرِّجالِ عَمِيمِ⁣(⁣٣)

  أي: نَبْتٍ فاخِرٍ.

  وقال اللَّيْث: قَصِفَ الرُّمْحُ يَقْصَفُ قَصَفاً، فهو قَصِفٌ: إِذا انْشَقَّ عَرْضاً، وَأَنشد:

  سَيْفي جرِئٌ وفَرْعِي غَيْرُ مُؤْتَشَبٍ ... وَأَسْمَرٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَصِفِ

  وقَصِفَ نابُه: إذا انْكَسرَ نِصْفُه.

  وقَصِفَتْ القَناةُ قَصَفاً: إِذا انْكَسَرَتْ ولم تَبِنْ.

  وَانْقَصَفَت: إذا بانَتْ، هكذا فَرَّقَ بِهِ بَعْضُهم.

  والأَقْصَفُ: من انْكَسَرَتْ ثَنِيَّتُه من النِّصْفِ قال الأَزْهرِيُّ: والمعْرُوفُ فيه الأَقْصَمُ، وقالَ الجَوْهريُّ: هو لُغَةٌ فيه.


(١) في الصحاح: «والمتقشِّف الذي يتبلّغ بالقوت وبالمرقَّع» وفي الأساس: وَهو يتقشف في لباسه: يتبلغ بالمرقّع والوسخ» يعني بالمرقع: الثياب.

(٢) وهذه رواية التهذيب والنهاية. والذي في غريب الهروي واللسان والدر النثير للسيوطي «فراطٌ لقاصفين».

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٩٠ برواية: كألوان الرحال.