فصل الشين المعجمة
  قال ابْنُ مَنْظُور: والشَّعْبُ ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِلِ العَرَب والعَجَم، وكُلُّ جِيلٍ شَعْبٌ. قال ذُو الرُّمَّة:
  لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلِي جِدَّةً أَبداً ... ولا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِداً شُعَبُ
  والجَمْعُ كالجَمْعِ. ونَسَبَ الأَزْهَرِيّ الاسْتِشْهَادَ بهذَا البَيْتِ إِلى اللَّيْثِ.
  وسَيَأْتِي ذِكْرُ الشَّعْبِ واخْتِلَافَهم فِيه. وقَدْ غَلَبَت الشُّعُوبُ بِلَفْظِ الجَمْع عَلَى جِيلِ العَجَم كما سَيَأْتِي أَيْضاً فَاتَّضَح بِذَلِكَ أَن نُسْخَةَ الجَبَل خَطَأُ.
  والشَّعْبُ: مَوْصِلُ قَبَائِل الرَّأْس، وهو شَأْنُه الَّذِي يَضُمُّ قَبَائِلَه. وفي الرَّأْسِ، أَرْبَعُ قَبَائِل، وأَنشد:
  فإن أَوْدَى مُعَاوِيَةُ بن صَخْر ... فَبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسِكَ بانْصِدَاعٍ
  والشَّعْبُ: البَّعْدُ. يقال: شَعْبُ الدَّارِ أَي بُعْدُهَا. قال قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ:
  وأَعْجَلُ بالإِشْفَاقِ حَتَّى يَشِفَّنِي ... مَخَافَة شَعْبِ الدَّارِ والشَّمْلُ جَامِعُ
  والشَّعْبُ: البَعِيدُ يقال: مَاءُ شَعْبٌ أَي بَعِيدٌ والجَمْعُ شُعُوبٌ وانْشَعَبَ عَنِّي فُلَانٌ: تَبَاعَدَ.
  وشَاعَبَ صاحِبَه: باعَدَه. قَالَ:
  وسِرْتُ وفي نَجْرَانَ قَلْبِى مُخَلَّفٌ ... وجِسْمِي بِبَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
  والشَّعْبُ: بَطْنٌ من هَمْدَانَ. وقال الفَرَّاء: حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الفقيهُ المَشْهُورُ، قاله ابْنُ فَارِس والأَزْهَرِيّ والفَارَابِيّ، وسَيَأْتِي بَيَانُ كَلَامِ الجَوْهَرِيّ. وقيل: شَعْبٌ: جَبَلٌ باليَمَن، وهو ذُو شَعْبَيْن(١) نَزَلَهُ حَسَّانُ بْنُ عَمْرو الحِمْيَرِيُّ(٢) وَوَلَدَهُ فنُسِبُوا إلَيْه، فَمَنْ كَانَ مِنْهُم بالكُوفَةِ يُقَالُ لَهُم شَعْبِيُّون، مِنْهُم عَامِرٌ الشَّعْبِيّ وعِدَادُه في هَمْدَان، ومَن كَان منهم بالشَّامِ يُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِيُّون، ومَنْ كَانَ مِنْهُم باليَمَن يُقَالُ لَهُم آلُ ذِي شَعْبَيْن، ومَنْ كان مِنْهُم بِمِصْرَ والمَغْرِبِ يُقَالُ لَهُم الأُشْعُوبُ. كذا في لِسَانِ العَرَب.
  والشَّعْبُ بالكَسْرِ: الطَّرِيقُ في الجَبَل، قد أَنْكَرَه شَيْخُنَا، وَهُوَ فِي لِسَانِ العَرَب وغَيْرِه من الأُمَّهَاتِ.
  وقال ابن شُمَيْلٍ: الشِّعْبُ: مَسِيلُ المَاءِ في بَطْنِ أَرْضٍ لَهُ حَرْفَان مُشْرِفَان، وعَرْضُه بَطْحَةُ رَجُل إِذَا انْبَطَح، وقد يَكُون بَيْن سَنَدَيْ جَبَلَيْنِ. أَو الشِّعْبُ هُوَ ما انْفَرَجَ بَيْنَ الجَبَلَيْن.
  والشِّعْب: سِمَةٌ لِلإِبِل لبَنِي مِنْقَرٍ كَهَيْئةِ المِحْجَنِ، قاله الجَوْهَرِيّ.
  وعن ابن شُمَيْل: الشِّعَابُ: سِمَةٌ في الفَخِذ في طُولِهَا خَطَّانِ يُلَاقَى بين طَرَفَيْهِمَا(٣) الأَعْلَيَيْنِ، والأَسْفَلان مُتَفَرِّقَان.
  وأَنشد:
  نَارٌ عَلَيْهَا سِمَةُ الغَوَاضِرْ ... الحَلْقَتَانِ والشِّعَابُ الفَاجِرْ
  وقال أَبو عَلِيٍّ في التَّذْكِرَةِ: الشَّعْبُ: وَسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسْفَلُه مُتَفَرِّقٌ(٤) وقال السُّهَيْلِيّ في الرَّوْض: هو سِمَةٌ في العُنُق كالمِحْجَنِ، نَقَله شيخنا.
  ورأَيْتُ في هَامِش نُسْخَة لِسَانِ العَرَب، الشّعَبْ: سِمَةٌ، بكَسْر الشِّين وفَتْحِها.
  وَهُوَ أَي الجَمَلُ مَشْعُوبٌ. وإِبِلٌ مُشَعَّبَةٌ: مَوْسُومٌ بها.
  والشِّعْبُ: ع.
  والشَّعَبُ بالتَّحْرِيكِ: بُعْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْن والفِعْلُ كالفِعُل.
(١) ذو شعبين بفتح أوله، تثنية شعب إذا كان مجروراً أو منصوباً. وقيل لا ينسب إلى التثنية ولا الجمع وإنما يرد إلى الواحد وينسب فلذلك قيل الشعبي (معجم البلدان).
(٢) هو حسان بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير هو شعبان.
(٣) عن اللسان، وبالأصل، «خطيهما».
(٤) في اللسان: متفرق أعلاه.