[شعصب]:
  وفي المَثَل: «شَغَلَتْ شِعَابِي جَدْوَاي» أَي شَغَلَت كثرةُ المَئونَةِ عَطَائِي عَنِ النَّاسِ.
  والعَرَب تَقُولُ: أَبي لَكَ وشَعْبِي لك(١) مَعْنَاه فَدَيْتُك. قال:
  قَالَتْ(٢) رأَيتُ رَجُلاً - شَعْبِي لَكْ ... مُرَجَّلاً حَسُبْتُه تَرْجِيلَكْ
  معناه: رأَيْتُ رَجُلاً - فَدَيْتُك - شَبَّهْتُه إِيَّاك.
  [شعصب]: الشَّعْصَبُ كجَعْفَرٍ: العَاسِي. وقد شَعْصَبَ الشَّيْخُ إِذَا عَسَا وذلك إِذَا كَبِر ويَبِسَتْ أَعْضَاؤه.
  [شعنب]: الشَّعْنَبَةُ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ. وقال النَّضْر بْنُ شُمَيْل: هُوَ أَن يَسْتَقِيمَ قَرْنُ الكَبْشِ ثم يَلْتَوِيَ على رَأْسِهِ قِبَل بكَسْرٍ فَفَتْح أُذُنِه. قَالَ: ويُقَالُ: إِنَّهُ أَي التَّيْس لمُشَعْنَبُ القَرْنِ أَي لَمُلْتَوِيه حَتَّى يَصِيرَ كَأنَّه حَلقَة(٣) ومثله: إِنه مُعَنْكَبُ القَرْن: قاله الأَزْهَرِي. والمُشَعنِب أَيْضاً: المُسْتَقِيمُ. وقال النَّضْرُ في مُشَعْنِبِ القَرْن: بالعَيْنِ والغَيْن.
  تُكْسَرُ نُونُه وتُفْتَح.
  [شغب]: الشَّغْبُ بالتَّسْكين ويُحَرَّك وهو لُغَةٌ وقِيل: لَا ونَسَبها ابن الأَثِير للعَامَّة. وقال الحَرِيريّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ.
  ويَقُولُون فِيهِ شَغَب، بفتح الغَيْن، فيوهَمُون فِيهِ كما وَهِمَ بعضُ المُحْدَثِين في قوله:
  شَغَبْتَ كَيْمَا تُغَطِّي الذَّنْبَ بالشَّغَبِ
  والصَواب فيه شَغْب بإِسْكَانِ الغَيْن. واعترضَ عَلَيْه ابنُ بَرِّيّ في حَوَاشِي الدُّرَّةِ وقال: إِن قولَهم شَغَبٌ بفتح الغين، صَحِيح وَارِد، نَقَلَه ابنُ دُرَيْد. قال شيخنا: وحكاه ابنُ جِنِّي في المُحْتَسب والزَّمَخْشَرِيّ في الأَسَاس، وهو تَهْيِيج الشَّرِّ والفِتْنَةِ والخِصَامِ والشَّغْبُ: الخِلَاف قاله الباهِلِيّ كالتَّشْغِيبِ.
  وشَغْبٌ على مَا فِي الوَفَيَات لابْن خِلِّكان. وفي المَرَاصِدِ: شَغْبٌ:(٤) ع بِبِلَاد عُذْرَة، وقيل: قرية بها مِنْبَرٌ وسُوقٌ، وقيل: بَيْن المَدِينة وأَيْلَة. وقيل:(٥) هي قَرْيَة خَلْفَ وَادِي القُرَى.
  وقال ابن منظور: شَغْب: بَيْن المَدِينَة والشَّام. وفي حَدِيث الزُّهْرِيّ «أَنَّه كَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ وبَدَا».
  هما مَوْضِعَان في الشَّام،(٦) وبِهِ كَانَ مُقَام عِليّ بْنِ عبدالله بْن عَبَّاسٍ وأَوْلَادِه إِلَى أَنْ وَصَلَت إِلَيْهِم الخِلَافَة وهو بِسُكُونِ الغَيْن، انْتَهَى وقيلَ: هُمَا وَادِيَان، واسْتَدَلَّ بقَوْل كُثَيِّر:
  وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ شَغْباً إِلى بَدَا(٧) ... إِليَّ وأَوْطَانِي بِلَادٌ سِواهُمَا
  إِذا ذَرَفَتْ عَيْنَاي أَعْتَلُّ بالقَذَى ... وعَزَّةُ لَوْ يَدْرِي الطَّبِيبُ قَذَاهُمَا
  حَلَلْتِ(٨) بِهَذَا حَلَّةً ثم حَلَّةً ... بِهَذَا فَطَابَ الوَادِيَانِ كِلَاهُمَا
  وبه قال الزُّهْرِيّ هَكَذا في سَائِر النُّسَخ، ولم يَتَعَرَّض له شَيْخُنا، ولم أَجِد مَنْ شَرَحَ هَذَا المَوْضِع، وهو تَصْحِيف مُنْكَر وَقَعَ من النُّسَّاخ. والصَّوَابُ: وبِه مَالَ أَوْ مَاتَ الزُّهْرِيّ، وهو أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن مُسْلِم بْنَ عُبَيْدِ الله بُنِ عَبْدِ الله بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ المَدَنِيُّ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وعِشْرِينَ ومائَة بِشَغب في أَمْوِالِه بِهَا. قال ابنُ سَعْد عن الحُسَيْن بْنِ أَبِي السَّرِيّ العَسْقَلَانِيّ: رَأَيْتُ قَبْر الزُّهْرِيّ بأَدَامَى(٩)، وهي خَلْف شَغْب وَبَدَا، وهي أَوَّلُ عَمَل فِلَسْطِين وآخرُ عَمَل الحِجَاز، وبها ضَيْعَةُ الزُّهْرِيّ الَّتي كَانَ فِيهَا، ورأَيت قَبْرَه مُسَنَّماً مُجَصَّصاً أَبْيَضَ، قَالَه الهَكَّارِيُّ في رِجَال الصّحِيحَيْن.
  وقد شَغَبَهم يَشْغَب شَغْباً، وشَغَبَ بِهِم. وشَغَبَ فيهم، وشَغَبَ عَلَيْهِم كله بمعنى كمَنع وفَرِحَ. يقال:
(١) زيادة عن اللسان.
(٢) زيادة عن اللسان، وقد أشير بهامش المطبوعة المصرية إلى سقوطها من الأصل.
(٣) اللسان: خلقة.
(٤) وفي معجم البلدان: شغبى بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة والقصر.
(٥) في معجم البلدان هنا «شغب» كالأصل.
(٦) أي وبالشغْب.
(٧) عن معجم ما استعجم ومعجم البلدان، وبالأصل «وأنت الذي» وفي معجم البلدان شغبى بدل شغباً.
(٨) عن معجم البلدان، وبالأصل «وحلت».
(٩) عن معجم البلدان، وبالأصل «بأداما» وبهامش المطبوعة المصرية «كذا