تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع القاف

صفحة 229 - الجزء 13

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: السَّيِّقَةُ: الدَّرِيئَةُ يَسْتَتِرُ فيها الصّائِدُ، فيَرْمِي الوَحْشَ.

  وقالَ ثَعْلَبٌ: السَّيِّقَةُ: النّاقَةُ ج: سيائِقُ.

  وقالَ أَبُو زَيْدٍ: السَّيِّقُ، ككَيِّسٍ: السَّحابُ تَسُوقُه الرِّيحُ ولا ماءَ فِيهِ كما في الصِّحاحِ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الجَفْلُ من السَّحابِ هو الَّذِي قَدْ هَراقَ ماءَهُ⁣(⁣١)، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السَّيِّقُ من السَّحابِ: ما طَرَدَتْهُ الرِّيحُ كانَ فيه ماء أَو لَمْ يَكُنْ.

  والسُّوقُ بالضَّمِّ م مَعْرُوفَةٌ، ولذا لم يَضْبِطْهُ، قال ابنُ سِيدَه: هي الَّتي يُتَعامَلُ فِيها، وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَصلُ اشتقاقِها من سَوْقِ النّاسِ بضائِعَهُم إِليها، مُؤَنَّثَةٌ وتُذَكَّرُ. وقد سَبَقَ عن الجَوْهَرِيِّ في «زفق» أَنّ أَهْلَ الحِجازِ يُؤَنِّثُونَ السُّوقَ والسَّبِيلَ والطَّرِيقَ والصِّراطَ والزُّقاقَ والكَلَّاءَ وهو سُوقُ البَصْرَةِ، وتَمِيم تُذَكِّرُ الكُلَّ.

  قلتُ: وشاهِدُ التَّذْكِيرِ قَوْلُ رَجُلٍ أَخَذَه سُلْطانٌ فجَلَدَه وحَلَّقَه:

  أَلَمْ يَعِظِ الفِتْيانَ ما صارَ لِمَّتِي ... بِسُوقٍ كَثِيرٍ رِيحُهُ وأَعاصِرُه

  عَلَوْنِي بمَعْصُوبٍ كأَنَّ سَحِيفَهُ ... سَحِيفُ قُطامِيٍّ حَماماً يُطايِرُه

  وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ في التَّأْنِيثِ:

  إِنَّي إِذا لَمْ يُنْدِ حَلْقاً رِيقُه ... ورَكَدَ السَّبُ فقامَتْ سُوقُه

  طَبٌّ بإِهْداءِ الخَنا لَبِيقُه

  والجَمْعُ أَسْواقٌ.

  وسُوقُ الحَرْبِ: حَوْمَةُ القِتالِ وكذا سُوقَتُه، أَي: وَسَطُه، يُقالُ: رَأَيْتُه يَكُرُّ في سُوقِ الحَرْبِ، وهو مَجازٌ.

  وسُوقُ الذَّنائِب: ة، بزَبِيدَ دُونَها.

  وسُوقُ الأَرْبِعاءِ: د، بخُوزِسْتانَ⁣(⁣٢).

  وسُوقُ الثُّلاثاءِ: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ.

  وسُوقُ حَكَمَةَ مُحَرَّكَةً: ع بالكُوفَةِ. وسُوقُ وَرْدانَ: مَحَلَّةٌ بمِصْرَ نُسِبَتْ إِلى وَرْدانَ مولَى عَمْرِو بن العاصِ.

  وسُوقُ لِزام: د، بإِفْرِيقِيَّةَ، وسُوقُ العَطَشِ: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ سُمِّيَتْ لأَنَّه لمّا بُنِي قالَ المَهْدِيُّ: سَمُّوهُ سُوقَ الرِّيِّ، فغَلَبَ عَلَيْهِ سوقُ العَطَشِ. وبِها وُلِدَ الحُسَيْنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ يُوسُفَ، جَدُّ الوَزِيرِ أَبِي القاسِمِ المَغْرِبيّ، وأَصْلُهم من البَصْرَةِ، كذا في تارِيخِ حَلَب، لابْنِ العَدِيمِ.

  وسُوَيْقَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع قالَ:

  هَيْهاتَ مَنْزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقَةٍ ... كانَتْ مُبارَكَةً من الأَيّامِ

  وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٣) للفَرَزْدَقِ:

  أَلَمْ تَرَ أَنِّي يَوْمَ جَوِّ سُوَيْقَةٍ ... بَكَيْتُ فنادَتْنِي هُنَيْدةُ مالِيا

  وقالَ أَبو زَيْدٍ: سُوَيْقَةُ: هَضْبَةٌ طَوِيلَةٌ بحمِىَ ضَرِيَّةَ ببَطْنِ الرَّيّانِ، وإِيّاها عَنَى ذُو الرُّمَّةِ بقَوْلِه:

  لِادُّمانَةٍ ما بَيْنَ وَحْشِ سُوَيْقَةٍ ... وبَيْنَ الجِبالِ العُفْرِ⁣(⁣٤) ذاتِ السّلاسِلِ

  وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: سُوَيْقَةُ: جَبَلٌ بينَ يَنْبُعَ والمَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وبه فُسِّرَ قولُ كُثَيِّرٍ:

  لعَمْرِي لقد رُعْتُم غَداةَ سُوَيْقَةٍ ... ببَيْنِكُمُ يا عَزَّ حَقَّ جَزُوعِ

  قالَ وسُوَيْقَةُ أَيْضاً: ع بالسَّيالَةِ قَرِيبٌ منها، ومنه قَوْلُ ابنِ هَرْمَةَ:

  عَفَتْ دارُها بالبُرْقَتَيْنِ فأَصْبَحَتْ ... سُوَيْقَةُ منها أَقْفَرَتْ فنَظِيمُها

  والسُّوَيْقَةُ: ع، ببَطْنِ مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعالَى، مما يَلِي بابَ النَّدْوَةِ، مائِلاً إِلى المَرْوَةِ.

  والسُّوَيْقَةُ: ع بنَواحِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، يَسْكُنه آلُ عَليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ ¥.


(١) الجمهرة ٣/ ٤٥.

(٢) في معجم البلدان: بليد من نواحي الأهواز.

(٣) الجمهرة ٣/ ٤٤.

(٤) عن الديوان وبالأصل «القفر».