تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين مع القاف

صفحة 230 - الجزء 13

  قلتُ: وأَولُ من نَزَلَه يَحْيَى بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مُوسَى الجَوْن بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ، وقد أَعْقَبَ من رَجُلَيْن أَبِي حَنْظَلَة إِبراهِيمَ وأَبي داوُدَ مُحَمّد، ويُقال لَهُم: السُّوَيْقِيُّونَ، فيهم عَدَدٌ كَثِيرٌ ومَدَدٌ إِلى الآن، وتَفْصِيلُ ذلِكَ في المُشَجَّراتِ.

  والسُّوَيْقَةُ: ع بمَرْوَ، منه أَحمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ هكذا في النُّسَخِ، والصّوابُ أَبو عَمْرٍو، ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَمِيلٍ⁣(⁣١) المَرْوَزِيُّ السُّوَيْقِيُّ، سَمِعَ الإِمامَ أَبا داوُدَ صاحِبَ السُّنَنِ.

  والسُّوَيْقَةُ: ع بواسِطَ، مِنْهُ: أَبو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَفِيف الواعِظُ الأَدِيبُ هكذا في سائِرِ النُسَخ، وهو سَقَطٌ فاحِشٌ، صوابُه منه أَبو عِمْرانَ مُوسَى بنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَى القَرّام⁣(⁣٢) السُّوَيْقِيُّ، رَوَى عن أَبِي مَنْصُورٍ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَفِيفٍ البُوشَنْجِيِّ كذا حَقَّقَه الحافِظُ في التَبْصِير، فتأَمَّل.

  والسُّوَيْقَةُ: د بالمَغْرِبِ من بِجايَةَ بالقُرْبِ من قَلْعَة بني حَمّادٍ.

  والسُّوَيْقَةُ: تِسْعَةُ مَواضِعَ ببَغْدادَ منها سُوَيْقَةُ أَبِي الوَرْدِ⁣(⁣٣).

  والسُّوقَةُ بالضَّمِّ خلافُ المَلِكِ، وهم الرَّعِيَّةُ التي تَسُوسُها المُلُوكُ، سُمُّوا سُوقَةً؛ لأَنَّ الملُوكَ يَسُوقُونَهم فيَنْساقُونَ لَهُم.

  للواحِدِ والجَمْع والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ قاله الأَزْهَرِيُّ والصاغانيَّ، زادَ صاحبُ اللِّسانِ: وكثيرٌ من الناسِ يَظُنُّ أَنَّ السُّوقَةَ أَهلُ الأَسْواقِ، وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لنَهْشَلِ بنِ حَرِّيٍّ:

  ولَمْ تَر عَيْنِي سُوقَةً مثلَ مالِكٍ ... ولا مَلِكاً تُجْبَى إِليهِ مَرازِبُهْ

  وقالَتْ بنتُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ. قُلْتُ: واسمُها حُرَقَةُ:

  بَيْنا نَسُوسُ الناسَ والأَمْرُ أَمْرُنا ... إِذا نَحْنُ فِيهم سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ

  أَي نَخْدُمُ الناسَ، قال الصاغانِيُّ: والبَيْتُ مَخْزُومٌ.

  أَو قَدْ يُجْمَعُ سُوَقاً كصُرَدٍ ومنه قولُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى:

  يَطْلُبُ شأَو امْرَأَيْنِ قَدَّما حَسَناً ... نَالا المُلُوكَ وَبَذّا هذِه السُّوَقَا⁣(⁣٤)

  كما في الصِّحاح.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: السُّوقَةُ: من الطُّرْثُوثِ: ما كانَ في أَسْفَلِ النُّكَعَةِ حُلْوٌ طَيِّبٌ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هو كأَيْرِ الحِمارِ، وليس فيهِ شَيْءٌ أَطْيَبَ من سُوقَتِه ولا أَحْلَى، ورُبّما طالَ، ورُبّما قَصُرَ.

  ومُحَمَّدُ بنُ سُوقَةَ: تابِعِيٌّ هكذا في النُّسَخِ، والصّوابُ: وسُوقَةُ تابِعِيٌّ، أَو مُحَمَّدُ بنُ سُوقَةَ من أَتْباعِ التابِعِينَ، ففي كتابِ الثِّقاتِ لابْنِ حِبّان: في التابِعِينَ: سُوقَةُ البَزّازُ، من أَهْلِ الكُوفَةِ، يَرْوِي عن عَمْرِو بن حُرَيْثٍ، رَوَى عنه ابْنُه مُحَمَّدٌ، انتهى. وكانَ مُحَمَّدٌ لا يُحْسِنُ يَعْصي* الله تَعالَى نَفَعنا الله بهِ، وقَرَأْتُ في بَعْضِ المَجامِيع أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عليه فَرآهُ يَعْجِنُ ودُمُوعُه تَتَساقَطُ، وهو يَقُول: لمّا قَلَّ مالِي جَفانِي إِخْوانِي.

  والسَّوِيقُ، كأَمِيرٍ: م مَعْرُوفٌ، كما في الصِّحاحِ، وهو نَصُّ ابنِ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرةِ أَيْضاً⁣(⁣٥)، قال: وقد قِيلَ بالصّادِ أَيْضاً، قالَ: وأَحْسَبُها لُغَةً لبَنِي تَمِيمٍ، وهي لُغَة بني العَنْبر⁣(⁣٦) خاصَّةً والجَمْعُ أَسْوِقَةٌ، وقالَ غيرُه: هو ما يُتَّخَذُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ، ويُقالُ لسَوِيقِ المُقْلِ: الحَتِيُّ، ولِسَوِيقِ النَّبْقِ: الفَتِيُّ، وقالَ شَيْخُنا: هُو دَقِيقُ الشَّعيَرِ أَو السُّلْتِ المَقْلُوِّ، ويَكُونُ من القَمْحِ، والأَكْثَرُ جَعْلُه من الشَّعَيرِ، وقالَ أَعرابِيُّ يَصِفُه: هو عُدَّةُ المُسافِر، وطَعامُ العَجْلانِ، وبُلْغَةُ المَرِيضِ، وفي الحَدِيثِ: «فلَمْ يَجِدْ إِلّا سَوِيقاً فَلاكَ مِنْهُ».

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: السَّوِيقُ: الخَمْرُ ويُقالُ لها أَيْضاً: سَوِيقُ الكَرْمِ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لزِيادٍ الأَعْجَم:


(١) في اللباب: محمد بن أحمد بن محمد بن جميل.

(٢) عن تبصير المنتبه ٢/ ٧٦٠ وبالأصل «الصرام».

(٣) نسبه إلى أبي الورد عمرو بن مطرف الخراساني، كان يلي المظالم للهدي.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٤٢ وبهامشه فسر السوق بأوساط الناس.

(*) تقدير الكلام: لا يُحْسِنُ [أَن] يَعْصِيَ اللهَ.

(٥) الجمهرة ٣/ ٤٤.

(٦) بالأصل «ابن الغبر» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ابن العنبر كذا بالأصل» والتصويب عن الجمهرة ٣/ ٤٤.