تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ملق]:

صفحة 450 - الجزء 13

  وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: المَقَقَةُ، مُحرَّكةً: الجِداءُ الرُّضَّعُ.

  وأَيْضاً: الجُهَّالُ.

  قالَ: ومَقَّقَ الرَّجلُ عَلَى عِيالِه تَمْقِيقاً: إِذا ضَيَّقَ عليهم فَقْراً، أَو بُخْلاً، وكذلِك أَوَّقَ، وفَوَّق.

  قال: وزَقَّ الطَّائِرُ فَرْخَه ومَقَّقه وغَرَّه ومَجَّه، كُلُّه بمعنًى.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: مَقْمَقَ: لَانَ وسَلِس.

  قالَ: ومَقْمَقَ الشَّيْءَ: خَيَّسَه وذَلَّلَه، وفي بعض النُّسَخ: حَبَسه.

  وقالَ ابنُ دُرَيدٍ: مَقْمَقَ الحُوارُ أُمَّه: مَصَّ ضَرْعَها ونَصُّ الجَمْهَرَةِ⁣(⁣١): خِلْفَ أُمِّه: مَصَّه مَصّاً شَدِيداً.

  ومَوْقَقُ، كمَوْهَب: ة بأَجَأَ لِبَنِي جَرْم. وقيل: ماءٌ لِبَنِي عَمْرو بنِ الغَوْث.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رجلٌ أَمَقٌّ: طَوِيلٌ، وهي مَقَّاءُ.

  وقِيلَ: المَقَّاءُ: الطَّويلةُ الرُّفْغَينِ الرِّخْوتُهُما، الطَّوِيلة الإِسْكَتَيْنِ، القَلِيلةُ لَحْمِ الرُّفْغَينِ. وقِيلَ: هي الرَّقِيقةُ الفَخْذَيْنِ، المَعِيقَةُ الرُّفْغَين. وغَزا أَعرابيٌّ بني بَكْرِ بنِ وَائِل فَفُلُّوا، فجاءَ ثَلاثُ جَوار إِلى مُهَلْهِلٍ، فسأَلْنَه عن آبائِهِنَّ، فقالَ للأُولَى: صِفِي لي فَرَسَ أَبِيكِ، فقالت: «كانَ أَبِي على شَقَّاءَ مَقَّاءَ طَوِيلةِ الأَنْقاءِ، تَمَطَّقُ أُنْثَياها بالعَرَق، تمَطُّقَ الشَّيخِ بالمَرَق» قالَ: نَجَا أَبُوكِ. قالَ ابنُ الأَعرابيّ: أُنْثَيَاها: رَبَلَتا فَخِذَيْها: والمَقَّاءُ: الواسِعَةُ الأَرْفاغِ وأَنشد غيرُه للرَّاعي يَصِفُ ناقةً:

  مَقّاءُ مُنْفَتِقُ الإِبْطَيْنِ ماهِرَةٌ ... بالسَّوْمِ ناطَ يَدَيْها حارِكٌ سَنَدُ⁣(⁣٢)

  ووجهٌ أَمَقُّ: طَوِيلٌ، كوَجْهِ الجَرادة.

  والمُقُّ من النِّساءِ: الطِّوال، جمعُ المَقَّاءِ. ومنه قَولُ سَيِّدِنا عَلِيٍّ ¥: «مَنْ أَرادَ المُفاخَرَةَ بالأَوْلادِ، فَعَلَيْهِ بالمُقِّ من النِّساءِ».

  وحِصْنٌ أَمَقُّ: واسِعٌ، قال:

  وَلِي مُسْمِعانِ وزَمَّارةٌ ... وظِلٌّ مَدِيدٌ وحِصْنٌ أَمَقُّ⁣(⁣٣)

  وقالَ أَبُو عَمْروٍ: المَقَقَةُ، مُحَرَّكةً: شُرّابُ النَّبِيذِ قَلِيلاً قَلِيلاً.

  ومَقَقْتُ الشيءَ أَمُقُّه مَقّاً: فتَحْتُه.

  ويُقالُ: فيه مَقْمَقةٌ ولُقَّاعاتٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والمَقْمَقَة: حِكايَةُ صَوْت أَو كلام.

  وتَمَقَّق: تَباعَد وطال. قال رُؤْبة:

  عن ظَهرِ عُريانِ المَعارِي أَعْمَقَا ... أَمَقَّ بالرَّكْبِ إِذا تَمَقَّقَا

  وتَمقَّقَ ما في العَظْمِ: اسْتَخْرجه [كلّه]⁣(⁣٤).

  ومَقَّ الله عينَه: قَلَعَها، نقله الزَّمخْشَرِيُّ.

  [ملق]: مَلَقَه يَمْلُقه مَلْقاً: مَحَاهُ كَلَمَقَه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.

  ومَلَقَ جارِيتَه ومَلَجَها، أَي: جَامَعَها كما يَمْلُقُ الجَدْيُ أُمَّه إِذا رَضَعَها.

  ومَلَقَ الثَّوْبَ والإِناءَ يَملُقه مَلْقاً: غَسَلَه.

  والمَلْقُ: الرَّضْعُ. يُقالُ: مَلَق الجَدْيُ أُمَّه يَمْلُقها مَلْقاً: رَضَعَها وكذلك الفَصِيلُ والصَّبِيُّ، عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وقُرِئَ على المُنْذِرِي: مَلَقَ الجَدْيُ أَمَّهُ يَمْلِقُها، قال: وأَحسَبُ مَلَقَ الجَدْيُ أُمَّه يَمْلُقها: إِذا رضَعها لُغَة.

  ومَلَقَه ب السَّوْطِ والعَصَا مَلْقاً: ضَرَبَه. ويُقالُ: مَلَقه مَلَقاتٍ إِذا ضَرَبه.

  وقالَ الأَصْمعِيُّ: مَلَق فُلانٌ: إِذا سارَ شَدِيداً، وكَذلِكَ مَلَخ.

  وتَمَلَّقه. وتَملَّق له تَمَلُّقاً، وتِمِلَّاقاً بكَسْرتَيْن مع تَشْدِيدِ اللَّام: تَودَّدَ إِليه، وتَلَطَّفَ له. قالَ الشاعرُ:

  ثَلاثةُ أَحْبابٍ فحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلَّاقٍ، وحُبُّ هو القَتْلُ


(١) الجمهرة ١/ ١٦٣.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٦١ برواية: «مقاء مفتوقة ...» وانظر تخريجه فيه.

(٣) أراد بالمسمعين القيدين قيد بهما، وبالزمارة: الغلّ، وهو رجل كان قد حبس في سجن شيد بناؤه وهو مقيد مغلول فيه.

(٤) زيادة عن الأساسِ.