تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الميم مع القاف

صفحة 452 - الجزء 13

  والمَيْلَق: اسم، ومنهُم ابنُ المَيْلَقِ المَشْهوِر، وقد ذَكَرناه وآل بَيْتِه في «أ ل ق» فراجِعْه.

  وانْمَلَقَ الشيءُ: امَّلَس أَي: صارَ أَمْلَسَ. قالَ الراجِزُ:

  وحَوْقَلٍ⁣(⁣١) ساعدُه قد انْمَلَقْ ... يقولُ قَطْباً ونِعمّاً إِن سَلَقْ

  أَي: انْسَحَجَ من حَمْلِ الأَثْقَالِ كامَّلَق على افْتَعَل.

  وانْمَلَق مِنِّي وانْمَلَس، أَي: أُفْلِت.

  والمَلَقَة، مُحَرَّكَة: الصَّفاةُ المَلْساءُ اللَّيِّنةُ، والجْمَع مَلَقاتٌ. قال صَخْرُ الغيِّ:

  أُتِيحَ لَها أُقَيْدِرُ ذو حَشِيفٍ ... إِذا سامَتْ عَلَى المَلَقاتِ سَامَا⁣(⁣٢)

  ويروى: «أُغَيبِر»، ويُرْوَى. «ذو قطاع».

  وقِيلَ: المَلَقاتُ: صُفُوح لَيِّنةٌ مُلْتَزِقَةٌ من الجَبَلِ، وقِيلَ: هي الآكامُ المُفْتَرِشَة، وقِيلَ: المَلَقَةُ: مكانٌ أَملَسُ يُزْلَقُ منه.

  ومُلاق كَغُراب: نَهْر.

  ومَلَقُونِيَةُ، مُخَفَّفة، كحَلَزُونِيَة: د بالروم قُربَ قُونِيَة ومَعْناها بلُغَتِهم: مَقْطَع الأَرْحاءِ؛ لأَنّ من جَبَلِها تُقْطَعُ أَرْحاؤها.

  وقالَ ابنُ عبّادٍ: فَرسٌ مَمْلُوقُ الذَّكَر أَي: حَدِيثُ العَهْدِ بالنِّزاءِ.

  ومن المجازِ: أَمْلَقَ زَيدٌ: أَنْفَقَ مالَه حتى افْتَقرَ. قال الصاغانيُّ وهو جارٍ مَجْرى الكِناية؛ لأَنَّه إِذا أَخْرَجَ مالَه من يَدِه رَدَفَه الفَقْر، فاستُعمِلَ لَفْظُ السّبَبِ في مَوْضِع المُسَبّب.

  قالَ الله تَعالَى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ}⁣(⁣٣).

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَملَقَت الفَرسُ مثل: أَزْلَقَتْ، والوَلَدُ مَلِيقٌ كأَمِيرٍ. وفي اللِّسان: يقال: وَلَدت النّاقةُ فخَرَج الجَنِينُ مَلِيقاً من بَطْنِها، أَي: لا شَعْرَ عليه.

  والمَلَق: المُلوسَةُ، وقال الأَصْمَعِيُّ: الجَنِينُ مَلِيطٌ بهذا المعنى. وأَملَق الثَّوبَ: غَسَلَه لغةٌ في مَلَقَ.

  وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: امْتَلَقَه أَي: الفَرَسُ قَضِيبَه من الحَياءِ، أَي: أَخْرَجَه.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  رَجُلٌ مَلَّاق، ككَتّان: مثل مَلِقٍ.

  والمَلَقُ: الدُّعاءُ، والتَّضَرُّع، ومنه قَولُ العَجّاج:

  لا هُمَّ رَبَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ ... إِيّاكَ أَدْعُو فتَقَبَّلْ مَلَقِي

  يَعْنِي دُعائِي وتَضَرُّعي.

  ومَلَّقَ الشيءَ تَمْلِيقاً: مَلَّسَه.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الإِمْلاق: الإِفْسادُ. وإِنه لمُمْلِقٌ، أَي: مُفسِد.

  وقالَ غيرُه: المُمْلِقُ: الذي لا شَيْءَ له.

  وقال شَمِر: أَملَق لازمٌ متَعدٍّ. أَمّا اللَّازِمُ فقد ذَكَره المُصنِّف. وأَما المُتَعَدِّي فيُقالُ: أَملَق الدّهرُ ما بِيَدِه. ومنه قَولُ أَوْس:

  لمّا رَأَيْتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلِي ... وأَمْلَقَ ما عِنْدِي خُطوبٌ تَنَبَّلُ⁣(⁣٤)

  وأَمْلَقَتْه الخُطوبُ: أَفقَرتْه.

  وأَملَقَ مالِي خُطوبُ: الدَّهرِ: أَذْهَبَتْه.

  ويُقال: أَملَق ما مَعَه إِمْلاقاً، ومَلَقَه مَلْقاً: إِذا أَخْرَجَه ولم يَحْبِسْه.

  ورَجُلٌ أَمْلَقُ من المالِ، أَي: فَقِيرٌ منه.

  ومَلَقَ الأَدِيمَ يَمْلُقه مَلْقاً: إِذا دَلَكَه حَتّى يَلِينَ.

  ويُقالُ: مَلَقْتُ جِلدَه: إِذا دَلَكْتَه حَتّى يَمْلاسَّ، قالَ:

  رَأَتْ غُلاماً جِلدُه لم يُمْلَقِ ... بماءِ حَمّامٍ ولم يُخَلَّقِ

  والاسْتِمْلاقُ: يُكْنَى به عن الجِماعِ استِفْعالٌ من المَلْقِ،


(١) بالأصل «وساعد حوقله» والمثبت عن التهذيب واللسان.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ٦٣.

(٣) سورة الأنعام الآية ١٥١.

(٤) كذا ورد البيت بالخرم بالأصل وفي الديوان ط بيروت ص ٩٤: «ولما رأيت ...».