فصل الضاد المعجمة
  يُطِفْنَ بِفُحَّالٍ كأَنَّ ضِبَابَهُ ... بُطُونُ المَوَالِي يَوْمَ عِيدٍ تَغَدَّت
  يقول: طَلْعُهَا ضَخْمٌ كأَنَّه بُطُونُ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا.
  والضَّبَّةُ مَسْكُ بالفَتْح الضَّبِّ يُدْبَغُ للسَّمْنِ أَي ليُجْعَل فيه.
  والضَّبَّةُ حَدِيدَةٌ عَرِيضَةٌ يُضَبَّبُ بِهَا البابُ والخَشَب.
  والجَمْعُ ضِبَابٌ. يقال: ضَبَبْتُ الخَشَبَ ونَحْوَهُ: أَلْبَسْتُه الحَدِيدَ. وقال أَبُو مَنْصُور: يُقَالُ لَهَا الضَّبَّةُ والكَتِيفَةُ؛ لأَنَّهَا عَرِيضَةٌ كهَيْئة خَلْق الضَّبِّ؛ وسُمِّيَت كتيفَةً لأَنَّهَا عُرِّضَتْ على هَيْئَة الكَتِف.
  وفي الأَسَاس: من المجاز: وعلى بَابِه ضَبَّةٌ وضَبَّاتٌ وضِبَابٌ. وباب مُضَبَّبٌ، ولِسِكِّينه ضَبَّةٌ: وهي الجُزْأَة لأَنَّها تَشُدُّ النِّصَاب، انْتَهَى. وهَذَا قَدْ أَغْفَلَه المُؤَلِّف.
  وضَبَّة: ة بِتهامَة بِسَاحِل البَحْر مِمَّا يَلِي طَرِيقَ الشَّأْم.
  وضَبَّة: نَاقَةُ الأَحْبَشِ(١) بن قَلَعٍ الشَّاعِرِ العَنْبَرِيّ التَّمِيمِيّ.
  وضَبَّةُ: حيٌّ من العَرَبِ. وضَبَّةُ بْنُ أُدٍّ: عَمُّ تَمِيمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ الْيَاس بْنِ مُضَر. وأَبْنَاءُ ضَبَّة ثَلَاثَةٌ: سَعْدٌ وسُعَيْد، مُصَغَّراً، وباسِلٌ. الأخِيرُ أَبُو الدَّيْلم، والَّذي قبله لا عَقِبَ لَهُ فَانْحَصَر جِمَاعُ ضَبَّةَ في سَعْدِ بْنِ ضَبَّة، وهُم جَمْرَةٌ من جَمَرَات الْعَرَب، ومنهم الرِّبَابُ.
  والضَّبُّ أَيْضاً: القَبْضُ على الشَّيْءِ بالكَفِّ. وعن ابْنِ شُمَيْل: التَّضْبِيبُ: شِدَّةُ القَبْضِ على الشيء كَيْلَا يَنْفَلِتَ مِنْ يَدِه. يقال: ضَبَّبَ عليه تَضْبِيباً.
  وأَضَبَّ: صَاحَ وجَلَّبَ. وقيلَ: تَكَلَّم، عن أَبِي زَيْد، وقيل: إِذَا تَكَلّم مُتَتَابِعاً. أَو أَضَبَّ القَوْمُ: كَلَّم بعضُهُم بَعْضاً. وعَنْ أَبِي حَاتِم: أَضَبَّ القَومُ إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الحَدِيثِ.
  وأَضَبَّ في الغَارَةِ: نَهَدَ واسْتَغَارَ وأَضَبُّوا عَلَيْه إِذا أَكْثَرُوا عَلَيْه. وفي الحديث: «فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْه» أَي أَكْثَرُوا.
  وأَضَبَّ الشيءَ أَخْفَى إِيَّاهُ. وأَضَبَّ النَّعَمُ: أَقْبَلَ وَفِيه تَفَرُّقٌ. والضَّبَبُ والتَّضْبِيبُ: تَغْطِيَةُ الشَّيْء ودُخُولُ بَعْضِه في بَعْض.
  وأَضَبَّ الشَّعَرُ: كَثُرَ. وأَضَبَّتِ الأَرْضُ: كَثُرَ نَبَاتُها.
  وعن ابن بُزُرْج: أَضَبَّت الأَرضُ بالنَّبَاتِ: طَلَعَ نَبَاتُها جَمِيعاً.
  وأَضَبَّ فُلَاناً أَو عَلَى الشَّيْءِ: لَزِمَه فَلَمْ يُفَارِقْه. وأَصْل الضَّبِّ: اللُّصُوقُ في الأَرْض(٢) وقد تَقَدَّم. وأَضَبَّ عَلَيْهِ: أَمْسَكَه عَنْ أَبِي زَيْد. وقَال أَبُو حَاتِم: أَضَبَّ القَوْمُ: سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الْحَدِيث.
  وأَضَبَّ عَلَى المَطْلُوبِ: أَشْرَفَ عَلَيْه أَن يَظْفَرَ بِه. قال أَبُو مَنْصُور: وهَذَا من ضَبَأَ يَضْبَأُ، ولَيْسَ مِنْ بَابِ المُضَاعَف. وقَدْ جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ في بَابِ المُضَاعَف، قَالَ: والصَّوَابُ الأَوَّلُ وهو مَرْوِيٌّ عنِ الكِسَائِيّ، كَذَا في لِسَانِ الْعَرَب.
  وأَضَبَّ السِّقَاءُ: هُرِيقَ مَاؤُه من خُرْزَةٍ فيه أَوْ وَهْيَةٍ(٣).
  وأَضَبَّ اليَوْمُ أَي صَارَ ذَا ضَبَابِ، بالفَتْح، أَي نَدًى كالغَيْم وَقِيلَ كالغُبَار يَغْشَى الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ أَو سَحَاب رَقِيق، سُمِّي بِذَلِكَ لتَغْطِيَته الأُفُق، وَاحِدته ضَبابة. وقد أَضَبَّتِ السماءُ إِذا كان لها ضَبَاب. وأَضَبَّ الغَيْمُ: أَطْبَقَ.
  وقيل: الضَّبَابَةُ: سَحَابَة تُغَشِّي الأَرْضَ كالدُّخَانِ. والجَمْع الضَّبَابُ. وفي الحديث: «كنتُ مع النبيّ ﷺ في طريق مكَّة فأَتَتْنَا(٤) ضَبَابَةٌ فَرَّقَتْ بَيْنَ النَّاسِ». هي البُخَارُ المُتَصَاعِد من الأَرْضِ في يَوْمِ الدَّجْن يَصِيرُ كالظُّلَّةِ يَحْجُبُ(٥) الأَبْصَار لظُلْمَتِهَا.
  وأَضَبَّ فُلَانٌ على مَا فِي نَفْسِهِ أَي سَكَت. وقال الأَصْمَعِي: أَضَبَّ فُلانٌ ما في نَفْسِه أَي أَخْرَجَه. وقال أَبُو حَاتم: أَضَبَّ القَومُ إِذا سَكَتُوا وأَمْسَكُوا عَنِ الحدِيث.
  وأَضَبُّوا إِذا تَكَلَّمُوا وأَفَاضُوا في الْحَدِيثِ ضِدٌّ أَي زَعَمُوا أَنَّه من الأَضْدَادِ.
  وأَضَبَّ القَوْمُ: نَهَضُوا في الأَمْرِ جَمِيعاً.
(١) في نسخة ثانية من القاموس: الأخنس.
(٢) اللسان: اللصوق بالأرض.
(٣) عن اللسان، وبالأصل «أوهية».
(٤) في النهاية: فأصابتنا.
(٥) النهاية واللسان: تحجب.