تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة

صفحة 168 - الجزء 2

  وفي لِسَان العَرَب: ضُرِبَت الشَّاةُ بِلَوْنِ كَذَا أَي خُولِطَت؛ ولِذَلِكَ قَالَ اللُّغَوِيُّونَ: الجَوزَاءُ مِنَ الغَنَم: الَّتِي ضُرِبَ وَسَطُها بِبَيَاضٍ مِنْ أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلِهَا.

  وضَرَبَ في المَاءِ: سَبَحَ. والضَّارِبُ: السَّابِحُ في المَاءِ ... قال ذو الرُّمَّةِ:

  لَيَالِيَ اللهْو تُطْبِينِي⁣(⁣١) فَأَتبَعُه ... كَأَنَّنِي ضَارِبٌ في غَمْرَةِ لَعِبُ

  ومن المجاز: ضَرَبَ العُقْرُبان إِذَا لَدَغَ. يقال: ضَربَت العَقْرَبُ تَضْرِب ضَرْباً: لَدَغَتْ.

  ومن المَجَازِ: ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَبَاناً: نَبَضَ وخَفَقَ، وضرَبَ العِرْقُ ضَرَبَانا إِذَا آلَمَه تَحرَّك بقُوَّةٍ.

  والضَّارِبُ: المُتَحَرِّكُ.

  والمَوْجُ يَضْطَربُ أَي يَضْرِبُ بَعْضُه بَعْضاً. والاضْطرَابُ: الحَرَكَة. واضْطَرَبَ البَرْقُ في السحَاب: تَحَرَّكَ.

  وضَرَبَ الليلُ عَلَيْهِم: طَالَ. قال:

  ضَرَبَ اللَّيْلُ عَلَيْهِم فرَكَدْ

  والضَّارِبُ: الطَّوِيلُ من كُلِّ شَيْءٍ، ومِنْه قَوْلُه:

  وَرَابَعَتْنِي تَحْتَ لَيْلٍ ضَارِب ... بِسَاعِدٍ فَعْمٍ⁣(⁣٢) وكَفٍّ خَاضِبِ

  وضَرَبَ عن الشيء: كَفَّ وأَعْرَضَ. وضَرَبَ عَنْه الذِّكْرَ، وأَضْرَبَ عَنْه: صَرَفَه. وأَضْرَب عَنه أَعْرَضَ. قال ø: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً}⁣(⁣٣) أَي نُهْمِلُكُم فَلَا نُعَرِّفكم ما يَجِبُ عَلَيْكُم لأَنْ {كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ}، [أي لأنْ أسرفتم]⁣(⁣٣) والأَصْلُ في قَوْلِه: ضَرَبْتُ عَنه الذِّكْر أَنَّ الرَّاكِبَ إِذَا رَكِبَ دَابَّةً فَأَرَادَ أَنْ يَصْرِفَه عَنْ جِهَتِه ضَرَبَه بعَصَاه ليَعْدِلَه عَن الْجِهَةِ الَّتِي يُرِيدُهَا فوُضِعَ الضَّرْبُ مَوْضِعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ. يُقَالُ: ضَرَبْتُ عَنْه وأَضْرَبْتُ، وقِيل [في]⁣(⁣٤) قوْله [تعالى]: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} أَنَّ مَعْنَاهُ أَفَنَضْرِب⁣(⁣٥) القرآن عَنْكُم ولا نَدْعُوكُم بِهِ إِلَ الإِيمان صَفْحاً أَي مُعْرِضِين عَنْكُم. أَقَامَ صَفْحاً وهو مَصْدَرٌ مُقَامَ صَافِحِين، وهذَا تَقْرِيعٌ لَهُم وإِيجَابٌ للحُجَّة عَلَيْهِم وإِنْ كَانَ لَفْظُه لَفْظَ اسْتِفْهَام.

  ويقال: ضَرَبتُ فُلَاناً عَنْ فُلَان، أَي كَفَفْتُه عَنْهُ فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْرَاباً، إِذَا كَفَّ. وأَضْرَبَ فُلَانٌ عن الأَمْرِ فهُو مُضْربٌ إِذَا كَفَّ. وأَنْشَدَ:

  أَصْبَحتُ عَنْ طَلَبِ المَعِيشَة مُضْرِباً ... لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مَالَكَ مَالي

  وضَرَبَ بِيَدِه إِلى الشَّيْءِ: أَشَار.

  ومِنَ المَجَازِ: ضَرَبَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا إِذَا بَعَّدَ ما بَيْنَنَا وفَرّق، قَالَه أَبُو عُبَيْدَة، وأَنْشَد لِذِي الرُّمَّة:

  فإِنْ تَضْرِبِ الأَيَّامُ يامَيَّ بَيْنَنَا ... فلا ناشِرٌ سِرّاً ولا مُتَغَيِّرُ

  ومن المجاز أَيضاً: ضرَب بذَقَنِهِ الأَرْضَ إِذَا جَبُنَ وخَافَ شَيْئاً فخرِقَ بالأَرض⁣(⁣٦)، وزاد في الأَسَاس أَو استحيا⁣(⁣٧). قال الرَّاعِي يَصِفُ غِرْبَاناً خَافَتْ صَقْراً:

  ضَوَارِبُ بالأَذْقَان من ذي شَكِيمَة ... إِذَا ما هَوَى كالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّدِ⁣(⁣٨)

  ومن المجاز في الحَدِيثِ: «فضَرَبَ الدَّهْرُ* من ضَرَبَانِه». ويُرْوَى «مِنْ ضَرْبِه» أَي مَرَّ من مُروره ومضى بعضُه وذهب.

  وفي لسان العرب: وقَوْلُهُم: فضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَانه كقَوْلِهِم: فقَضَى مِنَ الْقَضَاء، وضَرَبَ الدَهرُ مِن ضَرَبَانِه أَنْ كَانَ كَذَا وكَذَا.

  وفي التَّهْذِيب لابْنِ القَطَّاع: وضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبَانه: أَحْدَثَ حَوَادِثَه.


(١) عن اللسان، وبالأصل: «تطلبني» قال الجوهري في ط ب ووطباه يطبوه ويطبيه إذا دعاه واستشهد بالبيت.

(٢) عن اللسان، وبالأصل «نعم» بدل «فعم» وقبل المشطوران ذكر في اللسان:

يا ليت أم الغمر كانت صاحبي

(٣) سورة الزخرف الآية ٥.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) عن اللسان، والأصل «أفنصرف».

(٦) في اللسان: في الأرض.

(٧) في الأساس: ضرب بذقنه خوفاً أو حياء أو نكداً.

(٨) يريد الغربان، وذو الشكيمة: الصقر، وهي شدة نفسه.

(*) عن القاموس: والزَّمانُ.