تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نول]:

صفحة 759 - الجزء 15

  فإِنِّي ولا كُفْران لله آيةً

  لِنَفْسي لقد طالَبْت غير مُنَمَّل⁣(⁣١)

  قالَ أَبو نَصْر: أَرادَ غيرَ مَذْعورٍ؛ وقيلَ: غيرَ مُرْهَق ولا مُعْجَل عمَّا أُرِيد.

  ونَامولُ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الشرقيَّةِ.

  [نول]: النَّوالُ والنَّالُ والنَّائِلُ: العطاءُ⁣(⁣٢) والمَعْروفُ تصيبُهُ مِن إِنْسانٍ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّل والأَخيرِ.

  ونُلْتُ له بشيءٍ، بالضمِ، ونُلْتُ به أَنُولُه به نَوْلاً ونَوالاً، وكذلِكَ نُلْتُه العَطيَّةَ، وأَنَلْتُهُ إِيَّاه إِنالَةً ونَوَّلْتُهُ، كما في الصِّحاحِ، ونَوَّلْتُ عليه وله أَي أَعْطَيْتُهُ نَوالاً، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:

  تَنُول بمعْروفِ الحديثِ وإِن تُرِدْ

  سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك وهي ذَعُورُ⁣(⁣٣)

  وقالَ الغنويُّ:

  ومن لا يَنُلْ حتى يسدَّ خِلالهُ

  يجِدْ شَهوات النَّفْس غير قليلِ⁣(⁣٤)

  وقالَ غيرُهُ:

  إِنْ تُنَوِّلْهُ فقد تَمْنَعُهُ

  وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي في الظُّهُرْ⁣(⁣٥)

  ورَجُلٌ نالٌ بوَزْن بالٍ: جَوَادٌ وهي في الأصْلِ نائِلٌ.

  قالَ ابنُ سِيْدَه يجوزُ أَنْ يكونَ فَعْلاً، وأَنْ يكون⁣(⁣٦) فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُه؛ أَو كثيرُ النَّائِلِ؛ وقالَ ابنُ السِّكّيت: كثيرُ النَّوْلِ⁣(⁣٧).

  ورَجُلانِ نَالان وقَومٌ أَنْوالٌ.

  ونالَ يَنالُ نائِلاً ونَيْلاً: صارَ نَالاً، أَي جَواداً. وما أَنْوَلَهُ أَي ما أَكْثَرَ نائِلَهُ.

  وما أَصَبْتُ منه نَوْلَةً أَي نَيْلاً.

  ونالَتِ المَرْأَةُ بالحَدِيثِ والحاجَةِ إِذا سَمَحَتْ أَو هَمَّتْ، وبه فسِّرَ قَوْلُ الشاعِرِ السابِقُ: تَنُول بمعْروفِ الحَدِيثِ الخ.

  والنَّوْلَةُ: القُبْلَةُ، عن اللَّيْثِ.

  وناوَلْتُهُ الشيءَ: أَعْطَيْتُهُ فتَنَاوَلَهُ أَي أَخَذَه، كما في المُحْكَمِ.

  قالَ شَيْخُنا: هذا أَصْل معْنَى التَّناوُل، كما قالَهُ الرَّاغِبُ وغيرُه، ثم تجوَّز به عن الشُّمولِ وشَاعَ حتى صَارَ حَقِيقَةً فيه في كَلامِ الناسِ واصْطِلاحِ المُصَنِّفِين، ولكنَّه لم يَرِدْ بهذا المَعْنَى في كَلامِ العَرَبِ كما في عنايةِ القاضِي أَثْناء أَوَائِل البَقَرةِ، ومنه مُناوَلَة المُحَدِّث الكِتابَ تقولُ أَرْوِيه عنه على سَبيلِ المُناوَلَةِ، وهو فَوْقَ الإِجازَةِ.

  ويقالُ: تَناوَلَ مِن يَدِهِ شَيئاً إِذا تَعاطَاه.

  ومِن المجازِ: نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا، ونَوالُكَ ومِنْوالُكَ أَي يَنْبَغي لك فعْلَ كذا.

  وفي الصِّحاحِ: أَي حَقَّكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا، واقْتَصَرَ على الأُوْلى، وأَصْلُه مِن التَّناوُلِ، كأَنَّه يقولُ: تَناوُلُك كذا وكذا؛ قالَ العَجَّاجُ:

  هاجَتْ ومثْلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا

  حمامةٌ ناحت حماماً سُجَّعا⁣(⁣٨)

  أَي حقُّه أَن يكُفَّ.

  وما نَوْلُكَ أَي ما يَنْبَغِي لَكَ أَن تَنالَهُ، فكأَنَّه يقولُ أَقْصِر، ولكنَّه صَارَ فيه معْنَى يَنْبَغي لَكَ.

  وفي المُحْكَمِ: قَالُوا لا نَوْلُك أَنْ تَفْعَلَ، جَعَلُوه بَدَلاً مِن يَنْبَغي مُعاقِباً له.

  قالَ أَبو الحَسَنِ: ولذلِكَ وَقَعَتِ المَعْرِفَةُ هنا غيرَ مكرَّرَةٍ.

  ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عن أَبي العَبَّاسِ أَنَّه قالَ في قَوْلِهم


(١) اللسان والتهذيب وفيهما «لقد» بدل «قد».

(٢) بعدها في القاموس: ونُلْتُه ..

(٣) اللسان.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان والتهذيب ونسبه لطرفة، والبيت في ديوانه ط بيروت ص ٥٢ وفيه: «يجري بالظهر» وفي الأساس أيضاً لطرفة.

(٦) بالأصل «يكوى».

(٧) الصحاح واللسان: كثير النوال.

(٨) اللسان والصحاح والتكملة للعجاج قال الصاغاني: الرجز لرؤبه لا للعجاج، وهو في ديوان رؤبة ص ٨٧.