تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لسم]:

صفحة 651 - الجزء 17

  يُحْمَلُ على الصُّدْغِ مِن المَلْطِم الذي هو الخَدُّ، وكان يَسْتَحْسِنُها، وقالَ: ما قالَها إلَّا بطالِعِ سعْدٍ.

  وِاللَّطِيمُ: فَحْلٌ مِن الإِبِلِ.

  وِاللَّطِيمُ: فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ، ومنها مصاد، وكان لابنِ غادِيَةَ الخُزاعيِّ ثم الأَسْلَميّ، ولها يقولُ:

  صبرت مصاداً إزاء اللَّطِي ... م حتى كأنَّهما في قرنْ

  خضبت به زاعبيّ السمان ... فُوَيْقَ الإزار ودونَ العننْ

  قالَ ابنُ الكَلْبي في كتابِ الخيْلِ: وقد زَعَمَ أنَّ ابنَ غادِيَةَ هو الذي قَتَلَ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ يومَ الكديدِ، وأنَّه كان حليفاً لبَني سُلَيْم، وكان في الخَيْلِ التي لَقِيَتْه، وقد نسبَ قتله إلى نَبِيشَةَ بنِ حبيبٍ السَّلّميّ، واللهُ أَعْلَم.

  وِأَيْضاً: فَرَسُ فُضالَةَ بنِ هِنْدِ بنِ شريكٍ الغاضِرِيِّ الأَسدِيّ.

  * قُلْتُ: والصَّوابُ أنَّ فَرَسَ فُضالَةَ اسْمُه الظَّلِيمُ، كما حَقَّقه ابنُ الكَلْبي وغيرُهُ، وقد سَبَقَ ذلِكَ، وقد صحَّفَه المصنَّفُ فتأَمَّلْ ذلِكَ.

  وِمِن المجازِ: اللَّطِيمُ: اليتيمُ ومَن يَموتُ أَبَواهُ، وعَجِيٌّ تَموتُ أُمُّه.

  سِياقُه هذا يَقْتَضِي أنّ كُلًّا مِن هذه المَعاني الثَّلاثَة للَّطِيم، وهو خِلافُ ما في أُصُولِ اللُّغَةِ، فإنَّ الذي في الصِّحاحِ وغيرِهِ مِن الأُصُولِ أنَّ اللَّطِيمَ الذي يَموتُ أَبَواهُ؛ والعَجِيُّ الذي تَموتُ أُمُّه، واليتيمُ الذي يَموتُ أَبُوهُ، فهذا التَّفْصِيل هو الذي صَوَّبُوه وذَهَبُوا إليه، وسَيَأْتي في المُعْتل والمِيمِ ما يَشْهَدُ لذلِكَ.

  وِاللَّطِيمُ من الفُصْلانِ: ما يُؤْخَذُ بأُذُنِهِ عندَ طُلوعِ سُهَيْلٍ، التَّجْم المَعْروف، ويُسْتَقْبَلُ به، ثم يقولُ الرَّاعِي: أَتَرَى سُهَيْلاً واللهِ لا تَذوقُ بعدَهُ، وفي الصِّحاحِ: عنْدِي، قَطْرَةَ لَبَنٍ، ثُم يَلْطِمُ خَدَّهُ ويُرْسِلُه، ثم يَصُرُّ أَخْلافَ أُمِّهِ كُلَّها يَفْصِلُه عنها.

  وسِياقُ الجَوْهرِيُّ: أَخْصَر مِن ذلِكَ فإنَّه قالَ: قَطْرَة، ثم لَطَمَ خَدَّهُ ونَحَّاه.

  وتقولُ العَرَبُ: إذا طَلَعَ سُهَيْلٌ بَرَدَ اللَّيْل، وامْتَنَعَ القَيْل وللفَصِيلِ الوَيْلْ؛ وذلِكَ لأَنَّهُ يُفْصَل عنْدَ طُلوعِه.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: اللَّطِيمُ الفَصِيلُ إذا قَوِي على الرُّكوبِ لُطِمَ خَدُّه عندَ عينِ الشمْسِ، ثم يقالُ: اغْرُبْ، فيَصيرُ ذلِكَ الفَصِيلُ مُؤَدَّباً ويُسَمَّى لَطِيماً.

  وِلَطِيمْ لَطِيمْ: دُعاءُ النَّعْجةِ⁣(⁣١) إلى الحَلَبِ، كذا في المُحيطِ.

  وِاللَّطِيمَةُ: وِعاءُ المِسْكِ، جَمْعُه لَطائِمُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ أَرْطاة تَكنَّسَ فيها الثَّوْر الوَحْشِيّ:

  كأَنَّها بَيْتُ عَطَّارٍ يُضَمِّنُه ... لَطائِمَ المِسْكِ يَحْويها وتُنْتَهَبُ⁣(⁣٢)

  أَو سُوقُه. وقيلَ: كُلُّ سُوقٍ يُجْلَبُ إليها غيرُ ما يُؤْكَل مِن حُرِّ الطِّيب والمَتاعِ غَيْر المِيرةِ لَطِيمَةٌ، والمِيرَةُ لمَا يُؤْكَلُ.

  وفي العَيْنِ: سُوقٌ فيها أَوْعِيةٌ مِن العِطْر ونحوِهِ، وأَنْشَدَ:

  يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمةِ بائِعُ⁣(⁣٣)

  وقالَ السُّكَّريُّ: هذا ليسَ بشيءٍ إلا أَنْ يَجْعَلُوها مِن لطمِ الرائِحَةِ.

  وقيلَ: إِنَّما سُمِّيَت السُّوقُ لَطِيمةً لضعْفِ الأَيْدِي بها عنْدَ البَيْعِ.

  وفي الصِّحاحِ: ورُبَّما قيلَ لسُوقِ العَطَّارِيْن لَطِيمةٌ.

  أَو عِيرٌ تَحْملُه، عن ابنِ بَرِّي، وبه فُسِّر ما أَنْشَدَه ثَعْلَب عن ابنِ الأَعْرَابيِّ لِعاهانَ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعْدٍ:


(١) في القاموس: دعاءٌ للنَّعْجَةِ.

(٢) ديوانه ص ٢٠ واللسان والصحاح وعجزه في التهذيب.

(٣) البيت للنابغة الذبياني، ديوانه ط بيروت ص ٧٩، وصدره:

على ظهر مبناةٍ جديدٍ سيورُها

وعجزه في اللسان والتهذيب بدون نسبة.