تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كبب]:

صفحة 348 - الجزء 2

  ويقال: ما بِهِ كُؤَبَةٌ، كهُمَزَةٍ، أَي: تُؤَبَةٌ، وَزْناً ومَعْنًى، أَي: ما يُسْتَحْيَا منه، نقله الصّاغانيُّ.

  ومن المَجَاز: اكْتأَبَ وَجْهُ الأَرْضِ، وهي كَئِيبةُ الوجْهِ⁣(⁣١).

  وورَمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: ضارِبٌ إِلى السَّوَادِ كما يكون وجْهُ الكئِيب.

  وأَكْأَبَه: أَحْزَنَه.

  وكَئِيبٌ، كأَمِيرٍ: مَوْضِعٌ بالحِجَاز.

  [كبب]: كَبَّهُ يَكُبُّه كَبّاً، وكَبْكَبَه: قَلَبَه. وكَبَّ الرَّجُلُ إِناءَه، يَكُبُّه، كَبّاً.

  وكَبَّهُ لوَجْهِهِ، فانكَبَّ أَي: صَرَعَه، كَأَكَبَّهُ، حكاه ابْنُ الأَعرابيّ، مُرْدِفاً للمعنى الأَوَّلِ، وأَنشد:

  يا صاحِبَ القَعْوِ المُكَبِّ المُدْبِرِ ... إِنْ تَمْنَعِي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي

  وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُهَا على وجْهِها.

  وَطَعَنه فكَبَّهُ لِوَجْههِ، كذلك، قال أَبو النَّجْمِ:

  فَكَبَّهُ بِالرُّمْحِ في دِمائِه

  والفَرَسُ يَكُبُّ الحِمَارَ، إِذَا أَلقاه على وجْهه⁣(⁣٢)، وهو مَجازٌ.

  والفارِسُ يَكُبُّ الوُحُوشَ⁣(⁣٣): إِذا طَعَنَهَا، فأَلْقاهَا على وجْهها.

  ورَجُلٌ أَكَبُّ: لا يَزَالُ يَعْثُرُ.

  وكَبْكَبَهُ: إِذا قَلَبَ بعضَهُ على بعضٍ، أَو رَمَى به من رأْسِ جَبَلً أَو حائطٍ.

  وكَبَّه فَأَكبَّ وهو على وجْهه، وهُو كما في نسخةٍ، وفي بعضها بإسقاطِ الرّباعيّ منه، لازِمٌ والثُّلاثِيُّ منه مُتَعَدٍّ، وهذا من النَّوَادِرِ أَن يُقَال أَفعَلْتُ أَنا، وفَعَلْتُ غيري، يقال: كَبَّ اللهُ عَدُوَّ المُسْلِمِينَ، ولا يُقَال: أَكَبَّ، كذا في الصَّحاح.

  قال شيخُنا: وصَرَّحَ بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وغيرُ واحدٍ من أَئمَّة الُّلغَة والصَّرْف. وقال الزَّوزَنِيُّ: ولا نَظِيرَ له، إِلَّا قولُهُم: عَرَضْتُه فأَعرَضَ، ولا ثالِثَ لهما، واسْتَدرك عليهم الشِّهابُ الفَيُّومِيّ في خاتمة المصباح أَلفاظاً غيرَ هذَيْنِ، لا يجري بعضُها على القاعدة كما يظهَرُ بالتَّأَمُّل.

  قلت: وسيأْتي البحث فيه في قَشَع، وفي شَنَقَ، وفي حَقِلَ، وفي عَرَض. وفي تفسير القاضي أَثناءَ سُورة المُلْك أَنَّ الهمزةَ في أَكَبَّ ونَحْوِه للصَّيْرُورَة، وقد بسطَهُ الخَفَاجِيُّ في العناية. وأَكَبَّ الرَّجُلُ عَلَيْه، أَي على الشَّيْءِ: أَقْبَلَ يَعْمَلُهُ.

  ومن المَجَاز: أَكَبّ الرَّجُلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه: إِذا لَزِمَ، وهو مُكِبٌّ عليه لازِمٌ له.

  وأَكَبَّ عليه، كَانْكَبَّ بمعنًى.

  وأَكَبَّ لَهُ، أَي: للشَّيْءِ، إِذا تَحَانَى، كذا في النُّسْخَة، وفي بعضها، تَجانَأَ⁣(⁣٤)، بالجيمِ والهمز، ولعلَّهُ الصَّوابُ.

  وكَبَّ: إِذا ثَقُلَ، يُقَالُ: أَلقَى عليه كُبَّتُه، أَي: ثِقْلَهُ.

  وعن أَبي عَمْرٍو: كَبَّ الرَّجُلُ، إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، بالضَّمِّ، للحَمْضِ وهو شَجَرٌ جَيِّدُ الوَقُودِ، يَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنَابِ الخَيلِ، يُحَسِّنُها وبُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ⁣(⁣٥) يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرْض وسَهُلَ، واحدتُه كُبَّةٌ. وقيلَ: هو من نَجِيلِ العَلَاة. وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: من الحَمْضِ: النَّجِيلُ، والكُبُّ.

  وكَبَّ الغَزْلَ: جَعَلَه كُبَباً، وعن ابْنِ سِيدَهْ: كَبَّ الغَزْلَ: جعَلَه كُبَّةً.

  والكَبَّةُ، بالفتح، ويُضَمُّ الدَّفْعَةُ في القِتَالِ، والجَري، وشِدَّتُه، وأَنشدَ:

  ثارَ غُبارُ الكَبَّةِ المائرُ

  والكبَّةُ: الحَمْلَةُ في الحَرْبِ.


(١) هذه عبارة الأساس وشاهده: قال النابغة:

إذا حل بالأرض البريئة أصبحت ... كئيبة وجهٍ غيبها غير طائلِ

(٢) عبارة الأساس: والفرس يكبّ الحمار إذا صرع عليه أي صرعه الصائد وهو على ظهره.

(٣) اللسان: الوحش.

(٤) كذا في القاموس، ومثله في اللسان.

(٥) في اللسان: وشوك مثل السُّلَّج.