تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كبب]:

صفحة 349 - الجزء 2

  يقالُ: كانت لهم كَبَّةٌ في الحرب، أَي: صَرْخةٌ⁣(⁣١)، ورأَيْتُ للخَيْلَيْنِ كَبَّةً عظيمةً، وهو مجاز.

  والكَبَّةُ: الزِّحامُ، يُقَالُ: لَقيتُه على⁣(⁣٢) الكَبَّةِ، أَي: الزَّحْمَةِ، وهو مَجازٌ أَيضاً. وفي حديثِ أَبِي قَتَادَةَ: فَلَمَّا رأَى النَّاسُ المِيضَأَةَ⁣(⁣٣) تَكَابُّوا عليها» أَي ازْدَحَمُوا، وهي تَفاعَلوا، من الكَبَّةِ⁣(⁣٤).

  وقال أَبو رِيَاشٍ: الكُبَّةُ: إِفْلَاتُ الخَيْلِ، وهي على المِقْوَسِ، للجَرْيِ، أَو للحَمْلة.

  والكَبَّةُ: الصدْمَةُ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ،⁣(⁣٥) نقله الصّاغانيُّ.

  ومن المجاز: جاءَتْ كَبَّةُ الشِّتَاءِ، أَي: شِدَّتُهُ ودَفْعَتُه.

  والكَبَّة: الرَّمْيُ في الهُوَّة مِن الأَرْض، كالكَبْكَبَةِ، بالفَتْح، ويُضَمُّ.

  والكِبْكِبَةُ، بكسْرِ الكَافَيْنِ؛ والكَبْكَبُ⁣(⁣٦)، كجَعْفَرٍ، وفي التَّنْزِيلِ العزيز: {فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ}⁣(⁣٧) قال اللَّيْثُ: أَي دُهْوِرُوا وجُمعُوا، ثمَّ رُمِيَ بهم في هُوَّةِ النَّارِ.

  وقال الزَّجَّاجُ: طُرِحَ بعضُهُم على بعض وقال أَهلُ اللُّغَة: معناه دُهْوِرُوا. وحقيقة ذلك في اللُّغَة تكريرُ الانكباب، كأَنَّهُ إِذا أُلْقِيَ، يَنْكَبُّ مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، حتّى يَسْتَقِرَّ فيها. نَستجيرُ باللهِ منها.

  والكُبَّةُ، بالضَّمِّ: الجماعةُ من النّاس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ.

  وصاحَ من صاحَ في الأَجْلابِ وانْبَعَثَت ... وعَاثَ في كُبَّةِ الوَعْوَاعِ والعِيرِ

  كالكَبْكَبَةِ بالفتح. في الحَدِيثِ «كَبْكَبَةٌ من بني إِسرائيل»، أَي: جَمَاعَةٌ. وفي حديث ابْنِ مسعود: أَنّه رأَى جَماعةً، ذَهَبَتْ فَرَجَعَتْ، فقالَ: إِيَّاكُمْ وكُبَّةَ السُّوقِ، فإِنَّها كُبَّةُ الشَّيْطَانِ»، أَي: جماعة السُّوقِ. ومن المَجَاز: جاؤُوا في كَبْكَبَةٍ، أَي: جَمَاعَةٍ. وتَكَبْكَبُوا: تَجَمَّعُوا؛ ورَمَاهُم بكُبَّتِهِ: أَي جَماعتِهِ.

  وكُبَّةُ: فَرَسُ قَيْس بْن الغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراشِ بْنِ عمرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بنْ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ زَيْدِ بْن كَهْلَانَ بْن سَبَإِ.

  والكُبُّ: الشَّىْءُ المجتمعُ من تُرَاب وغيرِه.

  وكُبَّةُ الغَزْل: ما جُمعَ منه، مشتَقٌّ من ذلك. وفي الصَّحِاح: الكُبَّةُ: الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ، تَقُول منه: كَبَبْتُ الغَزْلَ أَكُبُّة كَبّاً. والجَرَوْهَقُ: ليس بعَرَبِيٍّ، وقد أَغفَلَهُ في القاف، كما سيأْتي التَّنْبِيه عليه.

  والكُبَّةُ: الإِبلُ العَظِيمةُ.

  ومن المَجَاز: المَثَلُ: «إِنَّكَ لَكَالبائعِ الكُبَّةَ بالهُبَّةِ».

  الهُبَّةُ: الرِّيحُ. ومنهم مَنْ رواهُ: الكُبَة بِالهُبَة، بالتَّخْفِيفِ فيهِما⁣(⁣٨)، فالكُبَةُ من الكابِي، والهُبَةُ من الهابي. قال الأَزْهَريُّ: وهكذا قالَ أَبو زَيد في هذا المَثَلِ، أَي: بتشديدِ البَاءَيْنِ فِيهما.

  والكُبَّةُ: الثَّقيلُ: وفي نسخة الثِّقْلُ، وهو خطأٌ، يقال: رَمَاهُمْ بكُبَّتِه، أَي: ثِقْلِهِ.

  والكُبَابُ، كَغُرَابٍ: الكَثِيرُ من الإِبِل، والغَنَم، ونَحْوِهما. وقد يُوصَفُ به، فيقال: نَعَمٌ كُبَابٌ، وذلك إِذا رَكِبَ بعضُهُ على بعضٍ من كَثْرَتِه. قال الفَرَزْدَقُ:

  كُبَابٌ من الأَخْطارِ كانَ مُرَاحُهُ ... عَلَيْهَا فَأَوْدَى الظِّلْفُ منهُ وجامِلُهْ

  والكُبَاب: التُّرَابُ، والطِّينُ اللّازِبُ، والثَّرَى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكَثِيرُ الَّذِي قد لَزِمَ بعضُه بعضاً. قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَاةٍ، لِيَكْنِسَ فيه من الحَرِّ:

  تَوَخَّاهُ بالأَظْلَافِ حَتَّى كَأَنَّمَا ... يُثِرْنَ الكُبَابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ

  هكذا أَوردهُ الجَوْهَرِيُّ «يُثِرْنَ» [قال ابن بريِّ]:⁣(⁣٩) وصوابُ إِنشادِه «يُثِير» [أَي: تَوخَّى الكِناسَ يَحْفِرُهُ


(١) في الأساس: صدمة وحملة شديدة.

(٢) في الاساس: «في» بدل «على».

(٣) عن النهاية.

(٤) في اللسان: الكبّة بالضم. وهي الجماعة من الناس وغيرهم.

(٥) كذا بالأصل والقاموس، وصوابه «بين الخيلين». كما هامش القاموس عن عاصم.

(٦) ضبط القاموس: الكبكب بكسر الكافين ضبط قلم.

(٧) سورة الشعراء الآية ٩٤.

(٨) في اللسان: بتخفيف الباءين من الكلمتين.

(٩) زيادة عن اللسان.