تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع النون

صفحة 390 - الجزء 18

  ويقالُ للرَّجُل الذي يُعَرِّضُ ولا يُصَرِّحُ: قد جَعَلَ كذا وكذا عِنْواناً لحاجَتِه؛ قالَ الشاعِرُ:

  وتَعْرِفُ في عِنْوانِها بعضَ لَحْنِها ... وفي جَوْفِها صَمْعاءُ تَحْكي الدَّواهِيا⁣(⁣١)

  قالَ ابنُ بَرِّي: وكُلَّمَا اسْتَدْلَلْتَ بشيءٍ يُظْهِرُكَ على غيرِهِ فَعُنْوانٌ له؛ كما قالَ حَسَّان يَرْثي عُثْمانَ، رضِيَ الله تعالى عنهما:

  ضَحّوا بأَشْمطَ عُنوانُ السُّجودِ به ... يُقَطِّعُ الليلَ تَسْبِيحاً وقُرْآنا⁣(⁣٢)

  قالَ ابنُ بَرِّي: ومِن العُنْوان بمعْنَى الأَثَر قَوْل سَوَّارِ بنِ المُضرِّبِ:

  وحاجةٍ دُونَ أُخرى قد سنَحْتُ بها ... جعَلْتُها للتي أَخْفَيْت عُنوانا⁣(⁣٣)

  وعَنَّ الكِتابَ يَعُنُّه عَنّاً، وعَنَّنَه تَعْنِيناً وهذه عن اللّحْيانيّ، وعَنْوَنَهُ وعَلْوَنَهُ، وعَنَّاه يُعَنِّيه وهذه عن اللّحْيانيّ أَيْضاً، قالَ: أَبْدلُوا من إحْدى النّوناتِ ياءً؛ كَتَبَ عُنوانَه.

  واعْتَنَّ ما عندَ القوْمِ⁣(⁣٤): أي أُعْلِمَ بخَبَرِهِم.

  وعَنْعَنَةُ تَمِيمٍ: إبْدَالُهُم العَيْنَ من الهمزةِ يَقُولُونَ عَنْ مَوْضِعَ أن، وأَنْشَدَ يَعْقوب:

  فلا تُلْهِكَ الدنيا عَنِ الدِّينِ واعْتَمِلْ ... لآخرةٍ لا بُدَّ عنْ سَتَصِيرُها⁣(⁣٥)

  يُريدُ: أنْ.

  وقالَ ذُو الرُّمَّة:

  أَعَنْ تَرَسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً ... ماءُ الصَّبَابةِ من عَيْنيكَ مَسْجومُ⁣(⁣٦)

  أَرادَ: أنْ.

  قالَ الفرَّاءُ: لُغَةُ قُرَيْش ومن جاوَرَهُم أنَّ، وتَمِيمٌ وقَيْس وأَسَدٌ ومن جاوَرَهم يَجْعلونَ أَلِفَ أن إذا كانتْ مَفْتوحَة عَيْناً، يَقُولُونَ: أَشْهَد عَنَّك رَسُولَ الله، فإذا كَسَرُوا رَجَعُوا إلى الألفِ.

  وفي حدِيثِ قَيْلَةَ: «تَحْسَبُ عَنِّي نائِمَةً».

  وفي حدِيثِ حُصَيْن بن مُشَمِّت: «أَخْبَرنا فلان عَنَّ فلاناً حدَّثَه»، أي أنَّ فلاناً.

  قالَ ابنُ الأثيرِ، ¦: كأنَّهم يَفْعلونَه لبَحَحٍ في أَصْواتِهم، والعَرَبُ تَقولُ: لأَنَّكَ ولَعَنَّك بمعْنَى لَعَلَّكَ.

  قالَ ابنُ الأعرابيِّ: لَعَنَّك لبَنِي تَمِيمٍ، وبَنُو تَيْم الله بنِ ثَعْلَبَة يقُولُون: رَعَنَّك، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقول: رَغَنَّك ولَغَنَّك بمعْنَى لَعَلَّكَ وعَنَنْتُ اللِّجامَ وأعْنَنْتُه وعَنَّتْهُ: جَعَلْتُ له عِناناً؛ وكذلِكَ عَنَّ دابَّتَه: إذا جَعَلَ له عِناناً.

  وعَنَنْتُ الفَرَسَ، بالتَّخْفيفِ وفي المُحْكَم بالتَّشْديدِ: حَبَسْتُه به كأَعْنَنْتُه.

  وفي التَّهْذيبِ: أَعَنَّ الفارِسُ: إذا مَدَّ عِنانَ دابَّتِه ليَثْنِيَه عن السَّيْرِ، فهو مُعِنٌّ.

  وعَنَنْتُ فلاناً: سَبَبْتُه.

  ويقالُ: أَعْطَيْتُه عَيْنَ عُنَّةَ، بالضَّمِّ، غيرَ مُجْرى أَو قد يُجْرَى: أي خاصَّةً من بَيْنِ أَصْحابِهِ.

  وهو مِن العنِّ بمعْنَى الاعْتِراضِ.

  ورأَيْتُه عَيْنَ عُنَّةَ أي اعْتِراضاً في السَّاعَةِ⁣(⁣٧) مِن غيرِ أنْ أَطْلبَه وأَعْنَت⁣(⁣٨) بعُنَّةٍ لا أَدْري ما هي: أي تَعَرَّضْتُ لشيءٍ لا أَعْرِفُهُ.

  والعانُّ: الحَبْلُ الطَّويلُ الذي يَعْتَنُّ من صَوْبك ويَقْطَع عليك طَرِيقَك. يقالُ مَوْضِعُ كذا وكذا عانٌّ يَسْتَنُّ السَّابِلَةَ.


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والتهذيب وديوانه ط بيروت ص ٢٤٨.

(٣) اللسان.

(٤) في القاموس: «ما عندهم» بدل «ما عند القوم».

(٥) اللسان.

(٦) ديوانه ص ٥٦٧ واللسان والتهذيب والصحاح.

(٧) في القاموس بالنصب، والكسر ظاهر.

(٨) في القاموس: وأعْنَنْتُ.