تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مطن]:

صفحة 540 - الجزء 18

  كدَلْوٍ وقصْعَةٍ وشَفْرةٍ وسُفْرةٍ ممَّا جَرَتِ العادَةُ بعارِيَتِه؛ قالَ الأعْشى:

  بأَجْوَدَ منه بماعُونِه ... إذا ما سَمَاؤُهُمُ لم تَغِمْ⁣(⁣١)

  وبه فُسِّرتِ الآيَةُ؛ وكذلِكَ الحدِيثُ: «وحُسْنُ مُواساتِهم بالماعُونِ».

  والماعُونُ: الانْقِيادُ والطَّاعَةُ.

  وحَكَى الأَخْفَشُ عن أَعْرابيٍّ فَصِيحٍ: لو قد نَزَلْنا لصنعت بناقَتِك صَنِيعاً تُعْطِيكَ الماعُونَ، أَي تَنْقادُ لكَ وتُطِيعُكَ.

  ورُوِي عن عليٍّ، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، في تفْسِيرِ الآيةِ أنَّه قالَ الماعُونُ: الزَّكَاةُ.

  وقالَ الزجَّاجُ: مَنْ جَعَلَ الماعُونَ الزَّكاة فهو فاعُولٌ من المَعْنِ، وهو الشيءُ القَلِيلُ فسُمِّيتِ الزَّكاةُ ماعُوناً بالشيءِ القَلِيلِ، لأنَّه يُؤْخذُ مِنَ المالِ ربْع عشْرِه، وهو قَلِيلٌ مِن كَثيرٍ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: وعلى هذا القَوْلِ، العَمَل، وهو مِنَ السُّهولَةِ والقلَّةِ لأنَّها جُزْءٌ مِن كلٍّ؛ قالَ الرَّاعِي:

  قوْمٌ على التَّنْزيلِ لمَّا يَمْنَعُوا ... ماعُونَهم ويُبَدِّلُوا التَّنْزِيلا⁣(⁣٢)

  والماعُونَ: ما يُمْنَعُ عن الطَّالِبِ؛ وقَوْلُ الحَذْلمِيِّ:

  يُصْرَعْنَ أَو يُعْطِينَ بالماعُونِ

  فَسَّره بعضُهم فقالَ: الماعُونُ ما يَمْنَعْنَهُ منه وهو يَطْلُبُه منهنَّ. والماعُونُ: ما لا يُمْنَعُ عن الطالِبِ ولا يَكْترِثُ مُعْطِيه، ضِدٌّ.

  ومِن المجازِ: ضَرَبَها حتى أَعْطَتْ ماعُونَها، يُريدُ الناقَة، أي بَذَلَتْ سَيْرَها؛ كما في الأساسِ.

  وقيلَ: أَطاعَتْ وانْقادَتْ.

  ومَعَنَ الفَرَسُ ونحْوُه، كمَنَعَ، يَمْعَنُ مَعْناً: تَباعَدَ عادِياً؛ كأَمْعَنَ.

  ومَعَنَ الماءَ: أَسالَهُ، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ: معَنَ الماءَ: سالَ، يَمْعَنُ مُعوناً، وأَمْعَنَه: أَسأَلَهُ.

  ومَعَنَ المَوْضِعُ والنَّبْتُ: إذا رَوِيَ مِن الماءِ وبَلَغَ، ظاهِرُه أنَّه مِن حَدِّ نَصَرَ كما يَقْتَضِيه سِياقُ المصنِّفِ، ¦، والصَّوابُ أنَّه مِن حَدِّ فَرِحَ، ويدلُّ على ذلِكَ قَوْل ابنِ مُقْبِل:

  يَمُجُّ بَراعِيمَ من عَضْرَسٍ ... تَراوَحَه القَطْرُ حتى مَعِنْ⁣(⁣٣)

  وأَمْعَنَ في الأَمْرِ: أَبْعَدَ.

  وأَمْعَنَ الضَّبُّ في جُحْرِهِ: إذا غابَ في أَقْصاهُ.

  وأَمْعَنَ فلانٌ: كَثُرَ مالُه؛ وأَيْضاً: قَلَّ مالُه؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ؛ وهو ضِدٌّ.

  وأَمْعَنَ بحقِّهِ: ذَهَبَ به.

  وأَمْعَنَ بالشَّيءِ: أَقَرَّ بعْدَ الجُحودِ.

  وأَمْعَنَ لي بحقِّي: أَقَرَّ به وانْقادَ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ؛ وهو ضِدٌّ، أَي بينَ قَوْلِهم: ذَهَبَ بحقِّه وبينَ قَوْلِهم أَقَرَّ به وانْقادَ.

  وأَمْعَنَ الماءُ: جَرَى⁣(⁣٤)؛ وقيلَ: سَهُلَ وسالَ.

  ومَعِينٌ*، كأَميرٍ: د باليَمَنِ مِن بِناءِ الزَّبَّاء؛ قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِيكْرب:


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٩٩ برواية: «بما عنده» والمثبت كرواية اللسان والصحاح.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ٢٣٠ برواية:

قوم على الإسلام لما يمنعوا ... ما عونهم ويضيعوا التهليلا

وانظر تخريجه فيه، والمثبت كرواية اللسان وانظر رواية في التهذيب وفيه: «ويبدلوا تبديلاً» ورواية الصحاح كالديوان.

(٣) اللسان.

(٤) على هامش القاموس عن نسخة: والأرضُ: رَوِيَتْ.

(*) بالاصل لم يشر اليها انها من القاموس وهي منه.