تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل النون) مع الباء

صفحة 438 - الجزء 2

  يُرِيدُ: كعَيْنِهِ الّتي يَنْصِبُهَا للنَّظَر.

  والنَّصْبَةُ. بالفَتح: نَصْبَةُ الشَّرَكِ، بمعنى المنصوبة.

  وفي الصَّحاح، ولسان العرب: ونَصَّبَتِ الخَيْلُ آذانَهَا، شُدِّدَ للكَثْرَة، أَو للمُبالغَة⁣(⁣١). والمُنَصَّبُ من الخَيْلِ: الّذِي يَغْلِبُ على خَلْقِه كُلِّه نَصْبُ عِظامه، حتّى يَنْتَصِبَ منهُ ما يَحتاج إِلى عَطْفِهِ.

  ونَصَبَ⁣(⁣٢) الحَدِيثَ: أَسْنَدَهُ، ورَفَعَهُ ومنه حديثُ ابْن عُمَرَ: «مِنْ أَقْذَرِ الذُّنُوبِ رَجُلٌ ظَلَمَ امْرَأَةً صَدَاقَهَا». قِيلَ لِلَّيْثِ: أَنَصَبَ ابْنُ عُمَرَ الحديثَ إِلى رسولِ الله، ؟ قال: وما عِلْمُهُ لولا أَنّهُ سَمِعَهُ منه؟ أَي أَسنَدَه إِليه، ورَفَعَهُ.

  ونُقِلَ عن الزَّمْخَشَرِيّ، والمَنْصُوبَة: الحِيلةُ، يقال: سَوَّى فُلانٌ مَنصوبةً. قال: وهي في الأَصل صِفةٌ للشَّبَكَةِ والحِبَالَة، فجَرتْ مَجْرَى الاسْم، كالدَّابَّة والعَجُوز. ومنه المنصوبةُ في لِعْبِ الشِّطْرَنْج، قاله الشِّهَابُ في أَثناءِ النَّحْلِ من العِنَاية.

  والمَنْصبُ، لُغَةً: الحَسَبُ، والمَقَام. ويُسْتَعَارُ للشَّرَفِ، أَي: مأْخُوذٌ من معنى الأَصْل. ومنه: مَنْصِبُ الوِلَاياتِ السُّلْطانيّة والشَّرْعيَّة. وجمعُهُ: المَنَاصِب. وفي شفاءِ الغَليل: المَنْصِب في كلام المُوَلَّدِينَ: ما يَتَوَلّاهُ الرَّجُلُ من العَمَل، كأَنَّه مَحَلُّ لِنَصَبِه. قال شيخُنَا: أَو لأَنّهُ نُصِبَ للنَّظَر؛ وأَنشد لابْنِ الوَرْدِيِّ:

  نَصَبُ المَنْصِبِ أَوْهَى جَلَدِي ... وعَنَائي من مُدَارَة السَّفِلْ

  قال: ويُطْلِقونه على أَثافِي القِدْرِ من الحديد. قال ابْنُ تَمِيمٍ:

  كم قُلْت لمّا فار غَيْظاً وقدْ ... أُرِيحَ من مَنْصِبِه المُعْجِبِ

  لا تَعْجبُوا إِنْ فارَ مِنْ غَيْظِهِ ... قالقَلْبُ مطبوخٌ على المَنْصِبِ

  وقد تقدّم. قال الشِّهَابُ: وإِنّمَا هو في الكلامِ القديمِ الفَصيحِ بِمعنى الأَصْل والحسب والشَّرف، ولم يستعملوه بهذا المعنى، لكِنَّ القيَاسَ لا يأْباه. وفي المِصْبَاح: يُقَالُ: لفلانٍ مَنْصبٌ، كمَسْجِدِ، أَي: عُلُوٌّ ورِفْعَةٌ.

  وامرأَةٌ ذاتُ مَنْصَب: قيلَ: ذاتُ حَسَبٍ وجَمال، وقيل: ذاتُ جَمال؛ لأَنّهُ وحدَهُ رِفْعَةٌ لها⁣(⁣٣).

  وفي الأَساس: من المجَاز: نُصِبَ فُلانٌ لِعِمَارة البلدِ.

  ونَصبْتُ له رَأْياً: أَشَرْتُ عليه برأْيٍ لا يَعْدِلُ عنه.

  ويَنْصُوبُ: موضعٌ⁣(⁣٤)، كذا في الّلسان.

  وفي المُعْجم: يَنَاصيبُ: أَجْبُلٌ مُتَحاذياتٌ في ديار بني كِلابٍ، أَو بني أَسَدِ بنَجْد. ويُقَالُ بالأَلف واللام. وقيل: أَقْرُنّ طِوالٌ دِقاقٌ حُمْرٌ، بينَ أُضَاخَ وجَبلَةَ، بينها⁣(⁣٥) وبين أُضَاخَ أَربعةُ أَميال، عن نصرٍ. قال: وبخطّ أَبي الفضل: اليَنَاصِيبُ⁣(⁣٦): جِبال لِوَبْرٍ مِنْ⁣(⁣٧) كلاب، منها الحَمَّال، وماؤُها العَقِيلَةُ.

  ونَصِيبٌ، مُكَبَّراً و [نُصَيْبٌ] مُصَغَّراً اسمانِ.

  ونُصيب⁣(⁣٨): له حديثٌ في قتل الحيّات، ذُكر في الصَّحابة.

  ونَصِيبِين أَيضاً: قريةٌ من [قُرى]⁣(⁣٩) حَلَبَ.

  وتَلُّ نَصِيبِينَ: من نواحِي حلَبَ. ونَصِيبِين: مدينةٌ أُخْرَى على شاطِئ الفُرات، كبيرة، تعرف بنَصِيبِين الرُّوم، بينَهَا وبينَ آمِدَ أَربعةُ أَيّام، أَو ثلاثة⁣(⁣١٠). ومن قَصَد بلاد الرُّومِ من حرّانَ مَرَّ بها؛ لأَنّ بينهما ثلاثَ مَراحِل. كذا ذكره شيخُنَا.

  ثمّ رأَيتُهُ بعينه، في كتاب المُعْجَمِ.


(١) في الصحاح: وللمبالغة.

(٢) في الأصل «وأنصب» وفي المطبوعة الكويتية: التصويب من السياق لأن الهمزة في الحديث للاستفهام وليست همزة أفعل.

(٣) في المصباح: فإن الجمال وحده علوّ لها ورفعة.

(٤) وفي معجم البلدان: مكان في قول عدي بن زيد العبادي:

للشرف العود وأكتافه ... ما بين جمران فينصوب

(٥) في الأصل: «وجبل، بينهما» وما أثبتناه عن معجم البلدان.

(٦) عن معجم البلدان وفي الأصل: «التناصيب».

(٧) عن معجم البلدان وبالأصل «بن».

(٨) في أسد الغابة: نصيب مولى سري بنت نبهان الغنوية.

(٩) زيادة عن معجم البلدان.

(١٠) في الأصل «ثلاث» خطأ.