تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الواو والياء

صفحة 98 - الجزء 20

  واقْلَوْلَى على عُودِه الحُجْلُ

  وقولُ الشاعرِ:

  سَمِعْنَ غِناءً بعدَ ما نِمْنَ نَوْمَةً ... من الليلِ فاقْلَوْلَيْنَ فوقَ المَضاجِعِ⁣(⁣١)

  يَجوزُ أَنْ يكونَ مَعْناه خَفَقْنَ لصَوْتِه وقَلِقْنَ فزالَ عنْهنَّ نَوْمهنَّ واسْتِثْقالهنَّ على الأرضِ.

  قال ابنُ سِيدَه: وبهذا يُعْلَم أَنَّ لامَ اقْلَوْلَيْت واوٌ لا ياء.

  واقْلَوْلَى الرَّجلُ في أَمْرِهِ: إذا انْكَمَشَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ قال الشاعرُ:

  قد عَجِبَتْ منِّي ومِن بُعَيْلِيا ... لمَّا رَأَتْني خَلَقاً مُقْلَوْلِيا⁣(⁣٢)

  واقْلَوْلَى في الجَبَلِ: صَعِدَ أَعْلاهُ فَأَشْرَفَ. وكُلُّ ما عَلَوْتَ ظَهْرَه فقد اقْلَوْلَيْتَه.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهذا نادِرٌ لأنَّا لا نَعْرِفُ افْعَوْعَلَ متعدِّيَة إلَّا اعْرَوْرَى واحْلَوْلَى.

  واقْلَوْلَى الطَّائِرُ: وَقَعَ علَى أَعْلَى الشَّجرِ؛ هذه عن اللّحْياني.

  والقَلَوْلَى، كخَجْوَجَى: الطَّائِرُ الذي يَرْتَفِعُ في طَيَرانِهِ؛ وقد اقْلَوْلَى، أَي ارْتَفَعَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي. ووَجَدْتُ في هامِشِ الصِّحاح ما نَصّه: هذا ممّا خطئَ فيه الفرَّاء في المَقْصورِ والممدودِ، وهو قوْلُه: القَلَوْلَى الطائِرُ، وإِنَّما يقالُ اقْلَوْلَى فجعلَ الفِعْل اسْماً وأَدْخَلَ عليه الألِف، واللامَ، انتَهَى.

  وفي المُحكم: قالَ أَبو عبيدٍ⁣(⁣٣): قَلَوْلَى الطائِرُ جَعَلَه عَلَماً أَو كالعَلَم فأَخْطَأَ.

  وقالَ ابنُ برِّي: أَنْكَرَ المُهَلبي وغيرُهُ قَلَوْلَى، قالَ: ولا يقالُ إِلَّا مُقْلَوْلٍ في الطائِرِ مِثْل مُحْلَوْلٍ.

  وقالَ أَبو الطَّيّب: أَخْطَأَ مَنْ رَدَّ عَلى الفرَّاء قَلَوْلَى؛ وأَنْشَدَ لحميدِ بنِ ثَوْرٍ يصِفُ قَطاً:

  وَقَعْنَ بجَوْف الماءِ ثم تَصَوَّبَتْ ... بهنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ⁣(⁣٤)

  وفي التكْمِلَةِ: والقَطاةُ القَلَوْلاةُ التي تقلَوْلِي في السَّماء.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  القُلَةُ: عُودٌ يُجْعَل في وَسَطِه حَبْلٌ ويُدْفَنُ ويُجْعَل للحَبْل كِفَّة فيها عِيدانُ فإِذا وَطِئَ الظَّبْيُ عليها عَضَّت على أَطْرافِ أكارِعِه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  والقالِي: الذي يَضْربُ القُلةَ بالمِقْلَى؛ والجَمْعُ قُلاةٌ وقَالُون؛ قال ابنُ مُقْبل:

  كأنَّ ثَزْوَ فِراخِ الهامِ بَيْنَهُمُ ... نَزْوُ القُلاةِ زَهاها قالُ قالِينا⁣(⁣٥)

  أَرادَ قَلْوُ قالِينا فقَلَبَ.

  وقال الأصْمعي: القالُ هو القلاء⁣(⁣٦)، والقَالُون: الذينَ يَلْعَبُون بها.

  وجَمْعُ المِقْلَى المَقالِي؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:

  مِثْل المَقالِي ضُرِبَتْ قِلِينُها

  وقَلا العَيْرُ أُتُنَهُ قَلْواً: شَلَّها وطَرَدَها؛ قالَ ذو الرُّمّة:

  يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً ... وُرْقَ السَّرابِيلِ في أَلْوَانِها خَطَبُ⁣(⁣٧)


(١) اللسان والأساس وفيها: «غنائي» بدل: «غناء».

(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٣) في اللسان: أبو عبيدة.

(٤) ديوانه ص ٥٤ برواية:

إذا ما تبالين البلى تزغمت ... لهن قلولاء النجاء طلوب

والمثبت كرواية اللسان، والتهذيب وفيه: ثم صوبت.

(٥) في اللسان والتهذيب: المقلاء.

(٦) اللسان والتهذيب وفيهما «القلات».

(٧) اللسان وعجزه في الصحاح والتهذيب.