تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نضو]:

صفحة 249 - الجزء 20

  وكَذلكَ النَّاقَةُ. ومنه حديثُ جابرٍ: «جعَلَتْ ناقَتِي تَنْضُو الرِّفاقَ»، أَي تَسْبقُهم.

  ونَضَا السَّيْفَ نَضْواً: سَلَّهُ من غمْدِه؛ كانْتَضاهُ.

  ونَضَا البِلادَ نَضْواً؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاحِ الفَلاةَ بَدَل البِلادِ؛ قَطَعَها، وأنْشَدَ الجَوْهري لتأبَّطَ شرّاً:

  ولكِنَّنِي أُرْوِي مِن الخمْرِ هامَتِي ... وَأَنْضُو الفَلا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِل⁣(⁣١)

  ونَضا الخِضابُ نفْسُه نَضْواً، بالفتح، ونُضُواً، كعُلُوٍّ: ذَهَبَ لَوْنُه ونصل يكونُ ذلكَ في اليَدِ والرِّجْلِ والرَّأْسِ واللِّحْيةِ، أَو يَخُصُّهُما، أَي الرَّأْس واللِّحْية.

  وقال اللّيْثُ: [نَضا] الحِنَّاءُ يَنْضُو عنِ اللِّحْيةِ أَي خَرَجَ وذَهَبَ عنها؛ وقال كثير:

  ويا عَزِّ للوَصْل الذي كان بَيْنَنا ... نَضا مِثْلَ ما يَنْضُو الخِضابُ فَيَخْلَقُ⁣(⁣٢)

  ونَضا البَدَنُ يَنْضُو نَضْواً؛ كذا في النسخ، والصَّوابُ الجُرْحُ كما هو نَصُّ المُحْكمُ؛ سَكَنَ وَرَمُهُ.

  ونَضا الماءُ نَضْواً: نَشِفَ.

  والنِّضْوُ، بالكسر: حَديدَةُ اللِّجامِ بِلا سَيْرٍ؛ قال دُرَيْدُ ابنُ الصّمّة:

  أمّا تَرَيْنِي كنِضْوِ اللِّجام ... أُعِضَّ الجَوامِحَ حتى نَحَلْ

  أَرادَ: عضَّتْه الجوامِحُ فَقَلَبَ، والجَمْع أَنْضاءٌ؛ قال كثير:

  رأَتْنِي كأَنْضاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها ... مِنَ المَلْءِ أَبْزَى عاجِزٌ مُتَباطِنُ

  ويُرْوَى: كأَشْلاءِ اللِّجامِ. والنِّضْوُ: المَهْزُولُ مِنَ الإِبِلِ وغيرِها: وفي الإِبِلِ أَكْثَر، وهو الذي أَهْزلَه السَّفَرُ وأَذْهَبَ لَحْمَهُ؛ كالنَّضِيِّ، كغَنِيِّ، قال الراجزُ:

  وانْشَنَجَ العِلْباءُ فاقْفَعَلَّا ... مِثْلَ نَضِيِّ السُّقْمِ حِينَ بَلَّا

  وهِي بهاءٍ، ج أَنْضاءٌ، قالَ سيبويه: لا يُكَسَّرُ نِضْوٌ على غَيْرِ ذلكَ، وهو جَمْعُ نِضْوةٍ أَيْضاً كالمُذَكَّر، على تَوهّمِ طَرْحِ الزائِدِ؛ حكَاهُ سِيْبَوَيْه؛ وقد يُسْتَعْمل في الإِنْسانِ؛ قال الشاعرُ:

  إنَّا من الدَّرْبِ أَقْبَلْنا نَؤُمُّكُمُ ... أَنْضاءَ شَوْقٍ على أَنْضاءِ أَسْفَارٍ

  والنَّضْوُ: القِدْحُ الرَّقيقُ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ الدَّقيقُ؛ حَكاهُ أَبو حنيفَةَ.

  والنِّضْوُ: سَهْمٌ فَسَدَ مِن كَثْرَةِ ما رُمِيَ به حتى أَخْلَقَ.

  والنِّضْوُ: الثَّوبُ الخَلَقُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وهو مجازٌ.

  والنَّضِيُّ، كغَنِيٍّ: السَّهْمُ بِلَا نَصْلٍ ولا رِيشٍ.

  قال أَبو حنيفَةَ: هو نَضِيٌّ ما لم يُنَصَّلْ ويُرَيَّشْ ويُعَقَّبْ.

  والنّضِيُّ من الرُّمْحِ: ما فَوْقَ المَقْبِضِ من صَدْرِه؛ وأنْشَدَ الأزْهري:

  وظلَّ لِثيرَانِ الصَّرِيم غَماغِمٌ ... إذا دَعَسُوها بالنَّضِيِّ المُعَلَّبِ⁣(⁣٣)

  والجَمْعُ أَنْضاءٌ؛ قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر:

  تُخُيِّرْنَ أَنْضاءً ورُكِّبْنَ أَنْصُلاً ... كجَزْلِ الغَضَا في يومِ رِيحٍ تَزَيَّلا⁣(⁣٤)


(١) اللسان وعجزه في الصحاح.

(٢) ديوانه واللسان والتهذيب.

(٣) البيت لامرئ القيس، ديوانه ط بيروت ص ٧٠ برواية:

يداعسها بالسمهري المعلب

وفي الأساس كالديوان، وفيها «فظل» ولم ينسبه، والمثبت كرواية اللسان والتهذيب بدون نسبة فيهما.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٩٠ برواية: «كجمر الغضا ...» والمثبت كرواية اللسان.